المُنذِرون في ليلة القدْرِ المباركة

يُنذرون

بالكتاب المبارك من الأرض المباركة

لاحقاً لمقال

مفهوم برَكة ليلة القدْر على الرابط

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=178&cat=3

على ضوء

المشروع الحضاري العالمي

الذي أعدّته مدرسةُ الربانيين هنا

في ليلة القدر 1420/هـ

متزامنةً مع مطلع الألفيّة الثالثة (!)

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=75&cat=2

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

(1)

البرهان على العنوان من آيات القرآن

*[ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ {3} ] الدخان .

فالله رب العالمين سبحانه هو أوّل مُنذِرٍ بالقرءان الذي انزله في ليلة القدْر المبارَكة ولم يُنزِّل على رسوله الكريم تنزيلاً سواه :

*[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا {23} ] الإنسان .

*[ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ  {195} ] الشعراء .

(2)

أ.  فبلسان عربي مبين ( وليس بلغة عربية كثيرها لغو ) نزل القرءان . وبهذا اللسان العربي المبين كان الرسول الكريم مِن المنذِرين .

*[ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {91} وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ {92} وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {93}‏ [ النمل .

ب.  فالرسول الكريم من المنذِرين بالقرءان وليس آخِرَ المنذِرين مع أنه خاتم النبيين . فكل مَن نذرَ نفسه ليُنذر الناس بالقرءان مخلِصاً لله الدينَ ، ممسّكاً بكتابه العظيم ولا يسأل على ذلك أجرا - كما فعل الرسول الكريم - فهو من المنذِرين . ولا يُشترط في المُنذِر ان يكون نبيّاً ولا رسولا :

*****

فقد ولّى النفرُ من الجن الى قومهم *[  مُنذِرِينَ ] بالقرءان ، مُهتمين بالرسالة دون ان يأتوا على ذِكر الرسول نفسه بكلمة واحدة .. مُدركين لحقيقةٍ إيمانية كبرى أنّ الرسالة أهم بكثير من الرسول الذي اختاره اللهُ سبحانه عبداً لحمْلها . لهذا قيل : بدلاً من أن تطعن في الرسول أُنقُدْ الرسالةَ .. فالمشكلة – إذا كانت هناك مشكلة - هي في الرسالة لا في الرسول :

*[ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ {29} قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ {30} يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {31} وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {32} ] الاحقاف .

(3)

والقرءان نفسُه يُنذر بنفسِه  :

*[ .. وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ {12} ] الاحقاف .

*[ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1} ] الفرقان .

ففاعل *(لِيَكُونَ) يعـود الـى *(عَبْدِهِ) كما يعود الى *(الْفُرْقَانَ) . ففاعلا الانذار نذيرٌ واحد ، لهذا لم يقل (ليكونا) !! وبهذا المفهوم كان موسى وهارون رسولين لإنهما اثنان *[ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ {47} ] طه ، وكانا رسولا واحداً كذلك لأن رسالتهما واحدة *[ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {16} ] الشعراء .

حقيقة التثليث عند النصارى من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=18&cat=5

*[ حم {1} تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {2} كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {3} بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ {4} وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ {5} ] فصلت .

فما اشبه اليوم بالأمس !! وما أشبه المُعرضين الآخِرين اليوم بالمُعرضين الأوّلين بالأمس . لهذا كانت الحاجة دائماً مُلحّةً الى تذكُّـر انذارِ الله عز وجل للمُعرِضين عن آياته :

*[ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {21} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ {22} ] السجدة .

أنظر إلى أنّ عدد الكلمات المكتوبة للآيتين هو (22) وأن رقم الآية الثانية (22) وهذا يُذكر بمتعَلّق زمني لانتقام الله من مُعرِضين عن آياته !!!

(4)

فآيات الله القرآنيةُ هي مادة الإنذار . وكل مَن يُنذر الناس بها وحْدها لساناً عربياً مُخلصا لله الدينَ ، ممسِّكاً المُنذَرين بالكتاب فهو من المنذِرين :

*[ .. وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ ، وَمَن بَلَغَ.. {19} ] الأنعام .

أيْ : ومَن بَلَغَه هذا القرءان ممن بلَغوا أشُدَّهم فالرسول يُنذره به . وعلى المُنذَر المستطيعِ أنْ يُنذِرْ الناس بالقرءان  ليكون من المنذِرين الذين لهم في رسول الله أُسوةٌ حسنة :

*[  فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً {97} ] مريم .

*[ وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ   {170}‏ ] الأعراف .

*[ .. فَذكِّرْ بالْقُرءانِ مَنْ يخافُ وَعيدِ {45} ] ق .

فإذا كان التبشيرُ بالقرءان ، والإنـذارُ بالقرءان ، والتذكيرُ بالقرءان ..

والجهادُ الكبير بالقرآن

كان الأمـر مُيسراً مرتـين :

 مرةً لأن اللسان العربي القرءانـي مُيسَّر ( وليس اللغةَ العربية كثيرةَ اللغْو ) ..

ومرة لأن القرءان نفسه مُيسّر للذكر لأنه كلام الله عز وجل الذي لا لغْوَ فيه ، وليس كلامَ بـشرٍ لَغْوُهم كثير :

*[ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ !! {17} ] القمر .

*[ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا : رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ

وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ {89} ] الأعراف

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ  ] - فلسطين

---