4/30/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12766
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12329
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43736
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13880
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15016
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14694
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

نبوءات قرانية صدقها الواقع

حقيقةُ الوعديْن بوراثةِ الأرضِ المقدسةِ .. والإستخلافِ فيها

7/20/2010 1:30:00 AM

عدد المشاهدات:7114  عدد التعليقات: 4
7/20/2010 1:30:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

حقيقةُ الوعديْن بوراثةِ الأرضِ المقدسةِ .. والإستخلافِ فيها

دراسةٌ قرءانيةٌ توراتيةٌ تاريخيةٌ

تُمهِّد لحلِّ القضيةِ الفلسطينية حلاًّ لا ظُلمَ فيه

 

مِـن

  أوّل طبعةٍ مِـن الكتاب (التوراة) وآخِرِ طبعةٍ مِـن الكتاب (القرءان)

تصدِّقها وقائعُ التاريخ

 

الْحَمْـــــــــــــــــــــــدُ لِلَّهِ ربِّ العالَمـــــــــــــــــــــــــينَ

 

مقدَّمة

1. التقيت مرة في مستشفى هداسا بالقدس بامرأة اسرائيلية سألتني :

- من أين أنت ؟

- من نابلس التي تسمونها (شخيم) .

- وأين ولدتَ ؟

- في نابلس .

- وأبوك ؟ أين وُلد ؟

- في نابلس ، وكذلك جدي ومَن قبله طوال 1400/سَنة .

 فبدت الدهشة عليها قبل أن تهز رأسها متعجبةً :

- غير معقول !!

 فنحن تعلمنا في المدارس أنه لم يكن في هذه البلاد أحدٌ ،

 وأنكم طارئون عليها !

 

2. وفي حوار آخر

قال أحد الإسرائيليين لواحد من مساكين المسلمين التراثيين :

عندنا في التوراة وعندكم في القرءان

وعدٌ من الله لنا بهذه الأرض المقدسة/فلسطين ..

فهل عندكم في كتابكم/القرءان وعْدٌ لكم بهذه الأرض ؟؟

ولمّا لم تكن عند الرجل معرفةٌ بكتاب الله

سوى اشتراكِه أحيانا في ختمات القرءان على الأموات ..

فقد صمتَ صمْتَ الأموات !

(1)

فهل في كتاب الله القرءان وعود لهم أو لنا بهذه الأرض ؟ وإذا كانت هناك وعود فما هي وما حقيقتها ؟ هل هي أبديةٌ غير مشروطةٍ إلاّ بسواد عيون هذه الجهة أو تلك ؟ هذا ما سنبيّنه في هذا البحث بالعدل الذي أمر الله به الذين آمنوا والمؤمنين من باب أوْلى :

*[ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {7} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ : كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {8} ‏] المائدة .

 

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً {135} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً {136}] النساء .

 

حقيقة الوعديْـن مِـن القرءان الكريم

يجدر بنا أنْ نُذكِّر أوّلاً أن وعديْن اثنين بالأرض المقدسة – كما سنرى -  متشابهين بشكل عجيب في شروط الإستحقاق والإستمرار قد صدرا في الوقت نفسه عن الله ربِّ العالَمين لنسل (آل) إبراهيم من ولديه اسماعيل وإسحق .. ليُنفَّذا على مرحلتين :

 

أ‌.       *[ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا(1) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ {137}‏ ] الاعرف .

 

ب‌.     *[ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ(2) وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ(3) كَمَا(4) اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً(5) وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55} وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ(6) لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {56} ] النور .

 

ت.   *[ وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ {187} ] آلعمران .

 فتبيين الكتاب هو إظهارُ أو كشفُ النصِ أو مفهومهِ .. وعدمُ كتمان أيٍّ منهما .

 

ث.   *[ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {174} أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ {175} ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ {176}‏ ] البقرة .

 

ج.   *[ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} ] المائده .

 

ح.   *[ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {76}‏ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {77} إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ {78} فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ {79} ] النمل .

(2)

 الأرضُ التي بارك الله فيها في الآية (أ) أعلاه هي التي حول الاقصى (1/الإسراء) . ولم يرِد في القرءان كله ان الله بارك منطـقة ما (دع عنك الأرض كلها 10/فصلت) إلاّ الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ التي بارك الله فيها حول الاقصى .(أما البيت العتيق فهو مبارك بنفسه) ولم تذكر الارض المقدسة الاّ مرةً واحدة في القرءان كذلك . فتكون الارضُ التي كتب الله لبني اسرائيل دخولها على لسان موسى :

*[ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ ... {21}  ] المائدة ..

هي الأرض التي بارك اللهُ فيها وأورثهم اياها إرثاً مشروطا ذُكر شرطه في التوراة والقرءان الذي هو آخر طبعةٍ من كتاب الله *( الكتابِ كُله ) All in one .

 

فقد كَتب لهم دخولَها ولم يكتبها (فلم يقل كتبها) إرثاً ابدياً غير مشروط لأحدٍ كما زعموا وزعم بعضنا ، بل إنه لم يورث احداً ولا مجموعة من الناس ايّةَ منطقة من الارض إرثاً ابدياً ولا إرثاً غير مشروط  كما  سنرى مما يتبيّن من التوراة والقرءان ومن وقائع التاريخ .

هذه الارضُ المقدَّسة  التي بارك الله فيها والمعروفة الان بفلسطين هي التي بُعث فيه المسيح  *[ رَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ  ] وقُدست بكثرة رسالات الله التي نزلت بها فيها الملائكةُ القُدُس :

*[... وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ {72} ] المائدة .

 

*[ إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {45}‏ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ {46} ... وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {48} وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ... {49} ] آلعمران .

*****

 ولا خلاف في انّ المسيح بُعث وعاش في هذه الارض المقدسة  ( فلسطين ) . وهناك في هذه الارض التي بارك الله فيها بقعةٌ بارك الله فيها للعالمين *[ في البُقعة المباركة من الشجرة {30} ] القصص ، أيْ أنها مباركة بسبب شجرة الكلمة الطيبة (24/إبراهيم) التي شبّهها الله سبحانه بشجرة طيبةٍ/زيتونةٍ مباركة لا شرقيةٍ ولا غربية . فكلمتها الطيبة وسطيةٌ  غيرُ منحازة لا إلى الشرق ولا إلى الغرب :

مثل الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=138&cat=2 

 وقَدْ ذُكرت بركة هذه البقعة للعالَمين مرة واحدة :

*[ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ {71} ]  الانبياء .

مفهوم هذا البلد في قوله : رب اجعل هذا البلد

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=51&cat=6

وهي البقعة التي سكنها أبو الأنبياء  والمؤمنين ابراهيم (عليه وعلى المُرسَلين السلام) اوّل قدومه مع لوط الى فلسطين ( نابلس اليوم) ، ولمّا تظهر بركتها بعْدُ للعالَمين : بشعوبهم وقبائلهم .. بأعراقهم وألسنتهم وخُلطائهم  !!!!

 

كان توريث هذه الارض لبني اسرائيل مشروطاً فموقوتا باستمرار تحقق الشرط ، ووثقتْ هذا الشرطَ التوراةُ  كما وثّقه القرءانُ بكلمات الله نفسِها :

ففي سفر التثنية تحذيرٌ ونبوءةٌ بأن بني اسرائيل سوف يبدأ إفسادهم من بعـد الجيل الثانـي :

 

( اذا ولدتم اولاداً وأولاد اولادٍ وأطلتم الزمان في الارض وفسدتم وصنعتم تمثالاً منحوتاً صورةَ شيءٍ ما وفعلتم الشر في عيني الرب الهكم لإغاظته أُشهد عليكم اليومَ السماء والارض انكم تبيدون سريعا عن الارض التي انتم عابرون الاردن اليها لتمتلكوها. لا تطيلون الايام عليها بل تهلكون لا محالة . و يُبدّدكم الرب في الشعوب فتبقون عدداً قليلاً بين الامم التي يسوقكم الرب اليها .)

 سِفر التثنية /اصحاح 4/ 25-28.

 وقد جـاء القرءان الكريم مصدّقاً لمفهوم هذا الوعد والنبـوءة بإيجـازٍ وتفصيلٍ في مطلـع سورة الاسراء (2- 10) بيَّناهما في بحث على الرابط :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

وبتفصيلٍ في مواقع اخرى . منها قوله سبحانه :

*[ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ(2724) بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ {165} ... وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {168} ] الأعراف .

وأهمُّ ما ذُكِّر به أهل الكتابيْن الأوّل والآخِر كشرطٍ أساسي هو عدم تبديل كلام الله لأنّ تبديل كلام الله افتراءٌ على الله . وهو أعظم جرماً من الفواحش ومن الشرك بالله :

. الإفتراء على الله أكبر من الشرك

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=27&cat=4

وقد أرّخ القرءان لهذا الوعد بعُقوبة العذاب البئيس أول مرة : فعدد الكلمات المقروءة بين (وجاوزنا) في مطلع الآية *[ وَجَاوَزْنَا (2089) بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ... {138} ] الأعراف .. حتى كلمة (ظَلموا) في الآية *[ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ(2724) بِعَذَابٍ بَئِيسٍ .. {165} ] الأعراف .. هو :

(636) كلمة مقروءة ، كل كلمة بسَنةٍ

 2724 - 2089 + 1= (636) !!!

 وهذا الرقم هو عدد السنين بين خروج بني إسرائيل من مصر سَنة 1225/قم   - كما أثبتنا هذه السنةَ في بحث على الرابط :

حقائق  قرءانية عن  هجرة موسى

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=20&cat=5

وبين احتلال نبوخذنصر للقدس وفِعلِه ببني إسرائيل الأفاعيل سنة 589/قم ، قبل أن يسبيَهم إلى بابل بثلاث سنين (1225- 589= 636 سنةً) . أنظر الجدول الزمني الإحصائي المشترك بين أهل الكتابيْن

 جدول زمني بأحداث تاريخية مفصلية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=94&cat=6

(3)

في آيات سورة النور أعلاه التي وَثقت الوعدَ الحق للذين آمنوا من بني إسماعيل بالإستخلاف في الأرض كما استخلف الذين مِـن قبلهم بني إسرائيل    ( في الأرض المقدسة) والنصارى في الأرض .. نتوقف على بعض الإشارات التي منها موقع ( مِّنكُمْ ) بعد ( الَّذِينَ آمَنُواْ ) وليس بعد ( وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ) . فلهذا دلالتان ، لأنّ كتاب الله مثاني :

أ.  إن الذين امنوا من الاوَّلين الذين عاصروا نزول القرءان وُعدوا ذلك الوعدَ الحق بسبب نوعية إيمانهم *[ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ {91} ] البقرة ، وقبل ان يبدو منهم عملُ الصالحات . فحرف الجر ( مِـن ) مفهومه التبعيض . والوعد كان لبعض مَن عاصروا نزول القرءان وهم الذين امنوا بما أُنزل اليهم من ربهم    *[ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ] كما آمن الرسول نفسه ( 285/البقرة ) . أي أنهم آمنوا بالقرءان فكفاهم ، اذ لم يُنزَّل على الرسول الكريم تنزيلاً سواه .

لذلك لم يشترط الله سبحانه عليهم عمل الصالحات لينجز لهم وعده بالاستخلاف في الأرض... لعِلمه سبحانه أنّ إيمانا كإيمانهم سيتبعه حتماً اتباعٌ لما انزل الله ( 3/الأعراف ) فعملُ الصالحات . وهؤلاء هم جيل السابقين الأوَّلين من المهاجرين والانصار وجيلُ الذين اتبعوهم بإيمانٍ خالص ، وأخذوا عنهم بإحسان ، فرضي الله عنهم ورضوا عنه ، وسمّاهم ربُّهم *[ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ] وبيّنتهم الآية     ( 100 ) من سورة التوبة التي يشير رقمها الى درجتهم العالية .

وعدان قرءانيان بالإستخلاف في الأرض

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=26&cat=6

ب. اما غيرُهم او أبدالهم ( بمفهوم البدلية لمنكم ) بعد الجيلين الكريمين المميَّزين فلا بد لهم كي يستحقوا الوعد الحق مِن ايمان خالص *[ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ ] كإيمان السابقين الاوَّلين ، ومعه عَمَل الصالحات . فإن سأل سائل عن سبب تمييز السابقين الاوّلين ولم يستطع استنباطه من كتاب الله العظيم قيل له *[ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {4} ] الجمعة .

الصابئين والصابئون حرف يصنع الفرق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=24&cat=4 

وفي الحالتين فان استمرار الوعد بالاستخلاف في الارض (السيادةِ فيها ، وليس مجرّدَ عيشِ العبيد) مربوط بعبادة المستخلَفين لله سبحانه لا يشركون به شيئا . فهو وعد مشروط وليس مفتوحاً ، فإن لم يتحقق الشرط لم يتحقق الوعدُ ، بدليل أنه لم يَعُد قائماً بعدَ أنْ اصرّ مَن خلفوهم على الإخلال بالشرط بعد أن بدّلوا كلام الله ، مُتَّبِعين اقوالَ البشر التي افتُريت على الله ( ورسوله ) بدلاً مِن اتِّباع *[ مَا أَنزَلَ اللّهُ  ] ، ظانّين انهم بها يعبدون الله  *[ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {30} ‏] الاعراف !!!

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2 

 (4)

كلمة ( الأَرْضَ ) كذلك من مثاني الكتاب فهي تشمل الارض المقدَّسة وغيرَها التي اشار اليها حرفُ التشبيه والمشبه بهم *[ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ {55} ] النور .. لأنّ الذين مِـن قبلهم هم بنو اسرائيل والنصارى . وقد بيَّن القرءان الكريم ( وصدَّقت ذلكم وقائعُ التاريخ ) عجائبَ من هذا التشابه بيّنّاها في بحـث القراءة العصرية لمطلع سورة الاسراء وخواتيمها آنفِ الذّكر .

 

فتكون ( الأَرْض ) كذلك قد شملت مشارقَ الأرض ومغاربها ( بما فيها الأرض المقدسة ) التي استَخلف الله سبحانه فيها النصارى ( بجعل السيادة فيها لهم ) حتى سنة 635/م حين استخلف بني اسماعيل من العرب المسلمين على مشارقها وبعض مغاربها من قبل ان يتخلوا عن مسئوليتهم ويتولَّوا مُعرضين عن كتاب الله ، فاستبدل اللهُ بهم اقواماً غيرهم :

سؤال لم يُسأل من قبل .. فك شيفرة مرَج البحرين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=123&cat=6

ففي سَنة سقوط بغداد أوّل مرة في يد هولاكو 1258/م ، خرج العرب من مجرى التاريخ  وشاء الله أن يولَد عثمان بن أُرطغرل مؤسس الدولة العثمانية التركية في السنة نفسها ليستبدل الله الأتراكَ بالعرب في وراثة الأرض حسب وعْده سبحانه :

*[ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ {38} ] محمد .

 

ثم آل الامر ثانيةً الى النصارى بوعد من الله الى يوم القيامةِ قيامةِ المسيح بوصْفِه كلمةً مِن الله (الإنجيل الحق/1947) . وقد علِم اللهُ سبحانه أنّ فجْرَ يومِ القيامة في قُمران سوف يعقُبه (92/النحل) ضُحى يومِ قيامة البشر بالقرءان/1993 إلى حياة جديدة طيبةٍ أزف إن شاء الله وقتُها :

 *[ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {55} ] آلعمران .

ويومُ القيامة هنا ليس يـوم الحساب بدليل ان مـرجع الناس الى الله سيكون مِن بعـدِه ( ثُمَّ ) ليحكم بينهم ! فيوم القيامة هنا هو يوم القيامةِ ( قيامةِ المسيح ) في الآيات  14/المائدة  و 64/المائدة  و167/الأعراف ، ووقائع التاريخ تصدِّق كلَّ ذلك بشكل عجيب يُثبت أن هذا القرءان هو كتابُ اللهِ العظيمُ بكلمات اللهِ العظيمِ !!

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

 

(5)

تشبيه الذين امنوا ممن عاصروا نزول القرءان من بني إسماعيل ، والذين امنوا وعملوا الصالحات مِن بعدهم ... تشبيهُهم بالذين مِن قبلهم في الاستخلاف وشرطه وسُننِ الله فيه بيّنتْه اياتٌ  مبيِّنات في القرءان الكريم كما اكدته أمثلة من وقائع التاريخ :

*[ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {34} ] النور ، وبيّناها مفصلةً في ابحاث منها :

عدة أهل الكتابين المشتركة في الآخِرين 659

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=55&cat=6 

جدول زمني بأحداث تاريخية مفصلية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=94&cat=6 

عبر من هجرة الرسولين موسى ومحمد

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=121&cat=4 

لماذا نهضوا وتخلفنا ولا نزال

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=15&cat=3 

 

(6)

شرْط استخلاف الذين آمنوا وعملوا الصالحات هنا *[ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ] هو الشرط المشترك نفسه الذي اشترطه الله سبحانه على بني اسرائيل وعلى ذرية مَن حَملته سفينة نوح ، ومنهم بنو اسماعيل :

*[ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً {2} ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً {3} ] الاسراء .

التفصيل في مقال : بداية الخلل عند أهل الكتابيْن على الرابط :

بداية الخلل عند أهل الكتابين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=60&cat=6 

(7)

 الضابط الأكبر لكون المستخلفين في الارض يعبدون الله لا يشركون به شيئا هو ان يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة حسبما جاء به الرسولُ/القرآنُ (56/النور) ، لا حسب ما افتروا من أحاديث . لهذا جاء أمْرُ الله للنبي ولكل مَن يُؤمن مِثلَه بما أنزل اللهُ قرءاناً :

*[ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {18} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ {19} ‏] القيامة !!!!!

أيْ اتّبعْ ما انزل الله على الرسول قرءانا كما قرأه اللهُ عليه في كل شيء ولا تتَّبعْ الأولياءَ من البشر (3/الأعراف) الذين أخذ الصالحون منهم من مائدة القرءان العالَمية ما احتاجوا إليه في واقع مضى :

*[ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {141}‏ ] البقرة .

وهذه إشارة أُخرى وردت في سورة القيامة إلى أن اتّباع القرءان ببيانٍ نافعٍ للناس سوف (ثم) ييسره رب العالَمين .. وسوف يكون يومَ قيامةٍ للبشر إلى حياة جديدة إن شاء اللهُ .

 

 وقد ضرب الله تغييرَ القِبلة مثلاً على وجوب اتباع القرءان ، لأن النبي الأمين قد اتّبع ما أُوحي الى الرسول قرءانا فور نزوله . وقد فَهِم النبيُّ القرءانَ في واقع مضى قال الله فيه وفي الأنبياء من قبله للمرة الثانية :

*[ تِلْك أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {134} ‏] البقرة .

تفصيل مفهوم الوسطية القرءاني وأنها تتحقق باتِّباع الرسول/القرءان :

مفهوم الوسطية القرءاني  يتحقق باتِّباع الرسول/القرآن الكريم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=17&cat=3

وقد خص الله سبحانه الصلاة والزكاة في آيات الوعد الحق (54- 57/ النور) لما علم سبحانه انّ المُعرِضين عن آياته بحجة أنها غير مفصلة وأنها حمّالة اوجه ، وأنها طلاسم يصعب فهمها ، وان بعضها منسوخ ... سيحتجون كلهم (جاهلهم ومتعلمهم ) بأنّ القرءان لم يُفصِّل احكامَ الصلاة والزكاة وانها لذلك يجب ان تؤخذ من الاحاديث النبوية والسُنة المزعومة افتراءً على الله ( ورسوله ) :

مفهوم سنة الله وسننه فلا سنة لأحد إلا لله

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=81&cat=2

عِلما أن الله سبحانه فصَّل كل ما يحتاج الناس إلى معرفته فـي القرءان بشهادة الله سبحـانه ( 52/الأعراف ) وشهادة رسولـه الكريم (114/الأنعام ) الموثقتين في القرءان نفسه . وقد بيّنا هذا في بحث تفصيل ايات الله وبيانها وفي ابحاث الصلاة والزكاة والحج من كتاب الله العظيم :

مفهوم تفصيل الكتاب ومفهوم بيان آياته

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=125&cat=5 

. إقامة الصلاة كما بينها الله في كتابه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=54&cat=5 

الزكاة والصدقات من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=62&cat=5 

الحج الذي ينفع الناس من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=53&cat=5 

(8)

سُنن الله سبحانه في توريث الارض

 في الاوَّلين والآخِرين مِن أهْل الكتابيْن

يُفهم من الاية 137 من سورة الاعراف انَّ بني اسرائيل بعد خروجهم من مصر  بأربعين سنة  دخلوا الأرض المقدسة التي بارك الله فيها سنة 1185/قم ، ولم يستتب لهم الأمر فيها إلاّ حين أورثهم اللهُ اياها إرثا مشروطا بأن جعل لهم السيادةَ فيها *[ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ ] 112/آلعمران ، حين آتى اللهُ داودَ المُلك ( 251/البقرة ) سنة 1012/قم . فما هي حقيقة هذا التوريثِ ، شروطِه ومدتهِ وسُنَنِ الله الدائمةِ فيه ؟

 

1.    ورد اول تحذير من اللهِ ربِّ العالمين للذين يرثون الارض في قوله سبحانه مُحذراً الذين لا يسمعون :

*[ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ {94} ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ {95}‏ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {96} أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ {97} أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ {98} أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {99} أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ {100} ] الاعراف .

2.     وورد اسنادُ توريثِ الله سبحانه الارض لمن يشاء في قوله عز وجل :

*[ وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ {127} قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {128} ] الاعراف .

ولم يُذكر مؤهِّل التوريث هنا لأن القوم كانوا مُستضْعَفين وما كانوا يملكونه . ولكنْ ورد بعد ذلك سبب نزْع الله سبحانه وراثة الارض من الأُمم ومِن فرعون وقومِه وهو الطغيان وإكثار الفساد  :

*[ ... وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10} الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14} ] الفجر .

*****

فلم يشفع لنظام فرعون قدرته على عِمارة الارض عمارةً ماديةً حين طغى وأكثرَ فيها الفساد :

الطغيان فإكثار الفساد يُؤذنان بخراب البلاد 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=257&cat=5

وقد وردت الاشارة مرتين الى هذا النزْع لوراثة الارض مِـن نظام فرعون ، مع قدرته وقومه على العمارة المادية لها :

أ‌.   *[ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ {53} ... فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {57} وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {58} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ {59} ] الشعراء .

يُفهم مِن هذه الآيات ان بني اسرائيل عادوا الى مصر بعد هلاك فرعون وجيشه ، وغنموا كنوزها التي أُشير اليها في موقع آخر من القرءان وتنازعوا عليها حتى صارت سبباً لاوزارٍ وذنوبٍ اكتسبـوها  :

*[.. وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ {87}‏ ] طه . ويبدو انهم ندموا على فعلتهم ورأوا أن لا تكون مُلكاً لأحد  فجعلوا تلك الزينةَ عجلا يكون تذكارا ومُلكيةً عامةً ترمز الى خلاصهم ، فزَيّن لهم السامري أن يعبدوه :

*[ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ .. {148} ] الاعراف .

 

ب‌. *[ كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ {27} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ {28} فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ {29} وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ {30} مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ {31} ] الدخان.

 

3.  فلما أورثهم الله سبحانه الارض بيّن لهم سُنَّته في التوريث واستمرارِه . فبعد ان ذكرها لهم في ذِكْرهم التوراة اكدّها لهم في زبور داود الذي تمت لهم في عهده ( 1012 / قم – 972/ قم) السيادةُ في البلاد :

*[ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ {105} إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ {106} ] الانبياء .

 فئايات الله هذه بيانٌ كافٍ لقوم يَعبدونه ! التفصيل في بحث : الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية الإنسانية للحياة :

الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية للحياة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=71&cat=5

(9)

بذلك تَبيَّن ان سُنَّة الله سبحانه في وراثة الارض والسيادة فيها ( أما العبيد فلا يرثون شيئا سوى أنهم يأكلون ويشربون و ..) هي ان يمنحها للصالحين لِعمارتها عِمارة ماديةً وعمارةً إنسانية بغضِّ النظر عن ولائهم لله او عدمه ( 15/هود ) .

التفصيل في : فحص الكفاءة الذي نجح فيه آدم ورسب الملائكةُ :

فحص الكفاءة الذي نجح فيه آدم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=158&cat=3

فإن فقدوا هذه الصلاحية بحيث رسبوا في المؤهليْن ، وكان هناك مَن يملك الصلاحية او يُمكن انْ يملكها .. أورثه الله الارض فجعل له السيادة فيها . وأحداث التاريخ ماضيا وحاضرا تؤكِّـد هذه السُّنة الربانية . هذا هـو بلاغ الله الكافي لمـن يعبدونه . ومفهوم التعبير القرءاني ( السيادة للصالحين) أصوب بكثير من عبارة داروين :

البقاء للأصلح  Survival  of  the  fittest

 

 ولما كان على المؤمنين بالله اليوم ( بل على عقلاء البشر الذين قرأوا هذه الأبحاث ) ان يُؤمنوا :

بآخِر طبعةٍ من كتاب الله القرآن  *[ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ ] All in one  

الذي يتضمن النص اليقيني لما يحتاج الناس إلى معرفتِه عما أُنزل من التوراة على موسى .. وما أنزل من الانجيل على عيسى .. وما نُزِّل على محمد *[ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ {2} ] محمد .. بينما مَن قبلَنا *[ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ ] ... فان أيَّ خلاف بين اهل الكتاب انفسِهم او بينهم وبين الآخرين يجب ان يكون الحكم فيه موجوداً في القرءان ( 10/الشورى) الذي وَثَّق الله فيه ذِكر الرسول ومَن معه ، وذِكرَ كلِّ مَن يقرأ القرءان مؤمنا به كما *[ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ {285} ] البقرة ، وذِكرَ الأمم مِـن قبلهم ومِـن بعدهم حتى يومِ القيامةِ الكبرى ، يومِ الحساب :

*[.. قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24}‏ ] الأنبياء .

فإذا قرأ هذه الآيةَ أيُّ مؤمن بالقرءان وحده ، مخلصا الدينَ لله .. كان عليه أن يتدبر القرءان  ويقرأه وكأنه عليه نزل ( 213/البقرة ) ، لضرورة ايمانه المطلق بصدق الرسول الذي بلّغه للناس عن جبريل عن الله سبحانه وحَتميةِ حِفظ الله له ليكون ذِكراً للعالَمين :

*[ تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {63} وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {64}‏ ] النحل

. مفهوم تفصيل الكتاب ومفهوم بيان آياته

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=125&cat=5

لتُبيّن لهم : لتتلو القرءان على الأمم من قبلك من أهل الكتاب وغيرِهم فيكون بياناً كافياً لمن شاء منهم أن يستقيم :

*[.. كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ..{30} ] الرعد .

*[ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {76}‏ ] النمل .

*[ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15}  ] المائده .

*[ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ : .. {151} ] الأنعام .

 والخطاب هنا لأهل الكتاب بيانا لما عُرف عندهم بالوصايا العشر . ذكرها القرآن إيجازا هنا (151- 153/الأنعام) وزاد عليها تفصيلا في سورة الإسراء ما اقتضاه الواقع الجديد :

الوصايا العشر عند أهل الكتابين مثل على النسخ

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=33&cat=5 

 (10)

شرطُ التوريثِ والإستخلافِ

فهل في كتاب الله القرءان وعدٌ من الله لقوم او أمة بوراثةٍ أبديةٍ غيرِ مشروطة للارض او منطقةٍ معينة فيها ؟

 ان سُنّة الله في توريث الارض التي يمكن اكتشافها كذلك مِن وقائع التاريخ بيَّنتها ايات سورة الانبياء أعلاه موثقةً في التوراة والزبور والقرءان . ولم ينقضها أيُّ نص قرءاني يُعطي لأمة ما حقاً تاريخياً ابدياً غيرَ مشروط في وراثة منطقة من الارض سيادةً فيها ، ووقائع التاريخ تؤكِّد هذا .

وحين اورث الله سبحانه بني اسرائيل الارض المقدسة لتكون لهم السيادة فيها فقد كان ذلك مشروطاً كتابةً في التوراة كما مرَّ وفي اكثر من موقع في كتاب الله القرءان :

*[ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ     {40} ] البقرة .

 وفي مطلع الاسراء بيّن الله سبحانه شرْطه الاكبر على بني اسرائيل ، وعلى كل اهل الدِّين السماوي الواحد من بعد نوح  :

الدين السماوي واحد لا أديانا 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=22&cat=3

*[ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً {2} ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً {3} ] الاسراء .

 

وقد ابلغ الله سبحانه أبانا ابراهيم عليه السلام أن عهده لن ينال الظالمين :

*[ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124} ] البقرة .

وإلّا فكيف نفسّر تسليطه اقواماً وثنيين أوعصاةً على بني اسرائيل مرتين (589/قم – 70/ م) وعلى  ( بني إسماعيل والمسلمين الخرافيين ! ) مرتين  ( 1258/م – 1917/م ) وبفارق زمني واحد = 659 سنة ؟! ووثق الله سبحانه هذا في مطلع الاسراء ( وتأكدت احداثه تاريخياً ) ، وختمه الله سبحانه بذكر المرجع الذي على الطائفتين ان يرجعوا اليه اذا ارادوا الخير لانفســهم :

*[ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً  {9} ] الاسراء .

وقد بيّنا هذا في بحثنا : قراءة عصرية لمطلع سورة الاسراء وخواتيمها .

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6 

(11)

بهذا يتبين ان الله سبحانه أنهى عهدَه الى بني اسرائيل – وصدّق هذا التاريخُ - حين لم يوفوا بعهده فاتخذوا من دونه وكيلاً بل وكلاء مستعينين بغيرهم حتى على بعضهم ، ومستبدلين بالتوراة أسفارا كتبها أحبارُهم بزَعْم أنها من الكتاب  - وما هي من الكتاب – ( 78/آلعمران ) ، حتى صار مَثَلهم كمثل الحمار يحمل اسفاراً :

*[ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {5} ] الجمعة .

 

 وكذلك فعل المسلمون مِن بعدهم : فبعد وعد الله المشروط لهم بالاستخلافِ في الارض كما استخلف الذين مِن قبلهم ، وتمكينِ دينهم الذي ارتضاه لهم وتبديلهم من بعد خوفهم امنا ، طالما آمنوا بالله وعَبَدوه لا يشركون به شيئا  ( 55/النور ) ... بعد ذلك أوْقفَ عهده اليهم من بعد ان تحقق وسادوا الدنيا.. أوْقفه حين أخلوا بعهد الله الى آبائهم السابقين الاولين ، عِلماً ان الله لم يُوقف عهده اليهم الا بعد انْ حذّرهم مُقَدّما :

*[ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ      {115} ] التوبة .

 وفي حصْر ما كان عليهم ان يتَّقوه فلا يعملوه قال لهم :

*[ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {153} ] الأنعام .

هذا الصراطُ المستقيم هو كتاب الله العظيمَ :

*[ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {155} ] الانعام . فاتَّبِعوه لأنه كتاب نحن أنزلناه ولأنّه مبارك قليله يعطي الكثيرَ ... واتقوا عدمَ اتباعه باتباع السبل التي تفرقكم !!

*[ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ... {53}  ] الانعام .

 وقد ذكرت التوراة انذارات الله لبني اسرائيل على لسان موسى في اكثر من موقع ، منها ما ورَد  في سفر التثنية – الاصحاح الرابع 25-28 . وذكرناه في أوّل البحث .

 

اليس هذا ما حدث تاريخيا ووثقه القرءان في كثير من آياته التي تكرر فيها ذِكْر اسم موسى ( عليه وعلى المرسلين السلام ) 136/ مرة ، ومن ذلك مطلع سورة الاسراء وآيات الاعراف  :

*[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (1947/م) مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {167} وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {168} ] الاعراف !

وقد بيّنا مفهوم *[ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ] وما فيه من نبوءات تحققت بداياتها ولم ينتبه اليها احد.. بيّناه في بحثنا عن بعث المسيحِ وحقيقةِ قيامتِه وظهورِه ثم نشوره ككلمة من الله على الرابط :

حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6 

ومع ان الله سبحانه حذرهم على لسان موسى من التقوُّلِ عليه (  موسى او الله ) وتبديلِ كلامه ، إلا انهم بدّلوا كما يتبيّن من التوراة ومن القرءان :

 ( لا تزيدوا على الكلام الذي اوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها ... ) التثنية- الإصحاح الرابع 1-2.

إرجع إلى دراسة مقارنة لآيات الله التي تبين كيفية تبديل البشر لكلام الله :

دراسة مقارنة تكشف تبديل البشر لكلام الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=170&cat=5

وقد وثق الله سبحانه هذا التحذير لهم في القرءان الكريم وحذّر المسلمين من أن يحذوا حذْوَهم فلم يستجيبوا :

*[ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ {162} ] الأعراف .

*[.. أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ !! وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {169} وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ {170} ] الاعراف .

 

وقد أرّختْ سورة الأعراف في القرءان بعدد الكلمات المقروءة من أول الآية 138 إلى كلمة (ظلموا) في الآية 165.. أرخت لما حلّ بهم سنة 589/قم بسبب تبديل كلمات الله ، وإلاّ فلماذا بعث الله عليهم نبوخذ نصر وقومَه الوثنيين ليفعلوا بهم الأفاعيل ؟!!

 

وكذلك فعل المسلمون مُفترين على الله (ورسوله) غير القرآن فسلّط الله عليهم هولاكو والمغول ليفعلوابهم الأفاعيل كذلك ! وأشارت إلى هذا وذاك سورة الاسراء كما تحقق في التاريخ وبيّناه في بحثنا

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2 

 وقد بيّن الله سبحانه في كتابه العظيم القرءانِ وفي ثلاثَ عشرةَ آية أنَّ أظلمَ الظلم هو الافتراءُ على الله ما لم يَقُله حق اليقين بكلماته ، او الإعراضُ عن ءايـاته بدرجة واحدة . إرجع إلى بحثنا : إبراهيم يسأل واللهُ سبحانه يجيب :

إبراهيم يسأل والله سبحانه  يجيب

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=161&cat=5 

(12)

أخطرُ مَثَل على تبديل قول الله

أخطرُ ما بدّله بنو اسرائيل مِن قولٍ وبينتْه حتى التوراة التي بين أيديهم هو مسألة عهد الرب إلى ابراهيم ونسله ان يعطيهم هذه الارض . فقد زعموا بعد ذلك ان الله بدَّل ذلك الوعد وجعله لاسحق ونسله فقط :      

أ. ورد في سِفْر التكوين/ اصحاح 12/ 6-9 :

 ( وظهر الرب لأبرام وقال لنسلك اعطي هذه الارض ) .

 

ب. وورد في سِفْر التكوين/ اصحاح 13/ 15-16 :      

( جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها ولنسلك الى الابد وأجعلُ نسلك كتراب الارض حتى اذا استطاع احد ان يعد تراب الارض فنَسلك ايضاً يُعدّ ) .

وهذا الوعد بكثرة النسل

انطبق تاريخيا على نسل ابراهيم من اسماعيل اكثرَ بكثير من انطباقه

على نسله من اسحق !

 

ج. وورد في سِفْر التكوين/ اصحاح 15/ 18-19 :

 ( قطع الرب مع أبرام ميثاقا قائلا : لنسلِك أُعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات ) .

 هذا الميثاق تحقق كاملاً بشهادة التاريخ لنسل ابراهيم من اسماعيل قرونا ولم يتحقق كاملاً ولا ليوم واحد لنسله من اسحق ! لمعرفة السبب إرجع إلى :

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

ولكننا نرى في الاصحاح (17) من سفر التكوين نفسه انّ الله - تعالى عن ذلك - نقض عهده إلى ابراهيم ونسله بدون مبرر ، وجعله إلى اسحق ونسله وكأن أمرا ما كان خافياً على الله سبحانه وتعالى ثم علمه بعد ذلك فندم وأصْلحه !!!!

 

د. إذ ورد في سفر التكوين / الاصحاح 17/ 18-20 :

( وقال ابراهيم لله ليت اسماعيل يعيش امامك . فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق واقيم عهدي معه عهدا ابديا لنسله من بعد ) !!

 

 ومع ان وقائع التاريخ صدقت هذا العهد (مشروطاً دائما) إلى آلِ ( نسْلِ ) ابراهيم كما بيّن القرءان :

 *[ .. فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً {54} ] النساء ..

إلاّ أنها (وقائعَ التاريخ) كذبت ان يكون غيرَ مشروط أو إلى الأبد سواءٌ الى نسلِه من اسماعيل او نسلِه من اسحق . فإن دخولَ بني اسرائيل إلى الارض المقدسة ثم وراثتَها بالسيادة فيها كان بين سنة 1185 قم (اربعين سنة بعـد الخروج) حتـى تدمـيرِ السامرة والسبيِ الاشوري سنة 721/ قم . وهي فترة لا تزيد عن  ( 464 ) سنة بما لها وما عليها ، تقابلُـها سيادةُ بني إسماعيل والمسلمين عليهـا بـين سـنَتَيْ 635/م – 1099/م = 464 سنة كذلك !!!

(13)

 وبعد تدميـر دولـة الجنوب 589/قم الـذي اعْقـبه السبـي البابـلي  ( 586/ قم ) كانت السيادةُ على هذه الارض لأمم مختلفة من الشرق والغرب عاش بنو اسرائيل تحت سلطـانهم تابعين... حتى سنة 70/م (تيطس) التي بعدها قُطّع بنو اسرائيل/ وشُتتوا في الارض أُمما (جاليات) .

 

بهذا نرى ان هذه البلاد وقعت بكاملها تحت حُكم وسيادةِ الأغراب عنها من العراقيين والفُرسِ واليونان والرومان اكثر من اثني عشر قرنا من 589/قم حتى 635 /م حين فتحها وحررها العرب المسلمون من نسل اسماعيل حسب وعدِ الله المذكورِ لهم في التوراة والقرءان  وظلت لهم وللفيفهم المسلمين السيادة فيها قُرابة ثلاثة عشر قرنا :

( من 635/م – 1917/م )

 لم تُنزَع منهم خلالها الا فترة حكم الصليبيين بين سنتيْ 1099/م – 1187 .

والجدير بالذِّكر أنّ المسلمين من بني إسماعيل

قد حرروا الأرض المقدّسة من الأغراب

حين لم يكن فيها لبني إسرائيل وجودٌ يُذكر !!!

*****

يتبيّن من هذا الواقع التاريخي ان الله سبحانه قد قضى قضاءً مشروطاً  الى نسْل ابراهيم بوراثة الارض المقدسة المباركة ، حسب سُنّته العامة في توريث الارض والسيادة عليها للصالحين لعمارتها مادياً وانسانياً :

والقرءان فقط يبين ما اثبتته الايام وبنبوءات عجيبة وإشارات مشفّرة تدل على انه ليس لأحد من البشر- حتى الرسل - من الأمر شيء ، فان الأمر كله لله : *[ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ {128} ] آلعمران ، *[ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلّـَهُ لِلَّه {154} ] آل عمران ، *[ بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً {31} ] الرعد ، *[ وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41} ] الرعد ، *[ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {54} ] الاعراف .

 فالخَلْقُ لله ، والأمر لرب العالمين على الترتيب .

بل ان الأحداث التي مر بها بنو اسرائيل ولَفيفُهم ، وبنو اسماعيل ولفيفُهم والتي وثقها الله سبحانه في مطلع سورة الاسراء وخواتيمها لَتُثبتُ ان اوراق لعب البشر على الارض يُمسك الله سبحانه بمئة من مئة منها .. إذ *[ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ] .. *[ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا      {59} ] الانعام .

(14)

 ومن عجائب نبوءات القرءان هذه :

 (1) أنَّ وعْد الله المشروط لبني اسرائيل بدخولِ ( الارض المقدسة ) ثم وراثتِها .. صَدرَ منذ خروجهم من مصر وايتاء موسى الكتاب سنة 1225/ قم ، وانتهى بوعْد آخر من الله سبحانه تنبّأ به القرءان هو وعد الآخرة بتشتيتهم منها وتقطيعِهم في الأرض أُمماً سنة 70/م :

*[ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا : فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً {7}‏ ] الاسراء .

 فالفترة الزمنية بين الوعدين هي 1295 سنة ... (من 1225/قم- 70/م) .

 

 (2) وأنَّ وعْد الله المشروطَ كذلك للذين امنوا مـن بني اسماعيل بالاستخلاف فـي الأرض *[ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ {55} ] النور.. نزل في القرءان المدني بعد الهجرة (الخروج من مكة) منذ سنة 622/م وانتهى بوعد بلفور المتزامن مع وعد العقوبةِ الآخرة لبني اسماعيل بالاحتلال البريطاني للقدس سنة 1917/م ( التي بعدها قطعهم الله في الارض دويلات وجاليات ) أي بعد 1295 سنةً كذلك كانت بين الوعْدين (من 622- 1917/م) .

هذا التشابه العجيب وفي تفصيلات اخرى كثيرة .. اشار اليه حرف التشبيه في قوله سبحانه *[ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ] ، وصدّقه الواقع التاريخي ليكون عبرة لأوُلي الأبصار :

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

فالتشابه الذي يُشير اليه حرف التشبيه هو في سُنن الاستخلاف وفي المكان والزمان وتفصيلاتٍ أخرى كثيرة ومُذهلةٍ تدلّ على علم وقدرة وعظمة خالق الكون والسُنن وعِلم وقدرةِ منزل القرءان... حتى انطبق التشابه على مداولة الايام بين لفيف بني اسرائيل من النصارى وبين بني اسماعيل ولفيفهم المسلمين :

( 635/م – 1099/م ) = 464/ سَنة = ( 1453/م – 1917/ م )

وقد أشارت آياتُ مطلع الإسراء بأسلوب تعبيري دقيق وفريد إلى تداخُل أحداث هذا التشابه الذي أيدتْ فهْمَنا له الإحصاءاتُ العددية التاريخيةُ .

جدول زمني بأحداث تاريخية مفصلية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=94&cat=6 

 

(15)

من أعجب عجائب النبوءات القرءانية :

*[ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ

فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ

جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً {104}‏ ] الاسراء .

 

الإشارة في قوله سبحانه *[ اسْكُنُواْ الأَرْضَ ] بعد تشتيتهم سنة 70/م بيّنها قـوله سبحانه *[ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً {168} ] الاعراف ، كما تحقق تاريخيا . فقد طـال مكثهم وتشتيتهم في كل الارض حتى بدأ مجيؤهم لفيفاً بوعد بلفور سنة 1917/م *[ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ {112} ] آلعمران ، هذه المَـرة . ثم صدر قرارُ التقسيم بإقامة دولة لهم في 11/1947 بالتزامن مع يومِ قيامة المسيح الكلمةِ (الإنجيلِ الحق) في لفائف قمران في شهر 11/1947، الذي بعده رُفعت العداوةُ والبغضاءُ مِن بينِهم كما تنبّأ القرءان !!!

*[ .. وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ... {64}‏ ] المائدة .

 كما رُفعت عنهم عذاباتُ الذين ظلوا – من غير المسلمين - يسومونهم سوءَ العذاب قرابةَ تسعة عشر قرناً انتهت بالمحرقة/ساعةِ العذاب التي سبقت يومَ القيامةِ – قيامةِ المسيحِ الكلمةِ - كما تنبّأ القرءان كذلك :

*[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (1947/م) مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {167} وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {168} ] الأعراف .  

نعم ! لعلهم يرجعون إلى الحق الذي ينفعهم وينفع غيرهم !

وقولُه سبحانه  (لَفِيفاً) في الآية 104/الإسراء ، هو من مثاني الكتاب :

(1) فهي حالٌ منصوب تصف حالهم حين جاء الله بهم من أنحاء الأرض لفيفاً على دفعات مع من لفّ لفَّهم من الأعراق ( فهُم اليوم تسعون عِرقا) . وكلمة لفيف بني اسرائيل تعبير توراتي كذلك : سِفْر العدد / إصحاح 11/4 ) .

 

(2) وهي كذلك مفعول لأجْله منصوب يُبين العلاقةَ بين مجيء الله بهم لفيفا  من أجل اللفيفِ/ لفائفِ قمران التي سيترتب على نشر ما تبقى منها خيرٌ عظيم سيستفيدون منه هم - ليعوّضوا كثيرا من الفرص التي ضيعوها عبر التاريخ – كما يستفيد غيرُهم من البشر ممن هم اليوم أعداءٌ أو (أعدقاء) في تجديد ترتيب أوراق لعبة الأُمم على أُسس وقواعد جديدة مصدرها (قُمران والقرءان) لتكون العاقبةُ – بمشيئة الله - خيرا لجميع البشر ورحمةً للعالَمين .

. ماذا لو فعلوها فكشفوا مستور لفائف قمران

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=270&cat=6

إرجع إلى نبوءة تكليم المسيح الناس في المهد و كهلا :

نبوءة تكليم المسيح الناس في المهد وكهلا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=39&cat=6 

ومجيؤهم لفيفا بدءاً بسنة 1917/م كان بدايةَ وعدِ الله الثالثِ لهم بالعلوِّ الكبير المشهود كما ذكره مطلع سورة الإسراء :

*[ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً {4} ] الإسراء

وقد بيّنا هذا في القراءة العصرية لمطلع سورة الإسراء وخواتيمها :

. قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

وفي بحث أضواء جديدة على تاريخ فلسطين :

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2 

كما بيّنا في سورة الاسراء مطلعِها وخواتيمها فهْمَنا لهذه الوعود والتوافقات العجيبة بيْن إفساديْ بني اسرائيل وعلوهم الكبير المشهود .. وإفساديْ بني اسماعيل وعُلوٍّ كبيرٍ منتظرٍ للذين آمنوا وعملوا الصالحات . وقد وصفَ اللهُ سبحانه الحلول الخلاّقة لمشكلات الطائفتين ، وأنها تُؤخذ من القرءان الذي هو آخر طبعة من *( الكتابِ كُلّه )All in one   الذي أنزله الخلاّق العليم وفيه بُشرى للذين سيأخذون بالتوصية الربانية التي ختم الله سبحانه بها الكلام عن هذه الوعود :

*[ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ

أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً {9} ] الاسراء .

 . الحلول الخلاقة تؤخذ من كتاب وكلمات الخلاق العليم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=61&cat=3

*****

وحين يُفْهم هذا البحثُ ويُقبل .. يُمكننا من الإشارات التي وردت فيه وصدَّقها واقع البشر ماضيا وحاضرا أن نُحدد – في هذا الواقع - الإطارَ الأمثل لحل القضية الفلسطينية حلاّ يكون مقبولا ودائما ومضمونا حين لا يكون فيه ظُلمٌ لأحد .

إطار حل القضية الفلسطينية حلاّ ممكنا لا ظلم فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=174&cat=6

 

فتوحات كتاب الكون المنظور تبشر بفتوحات

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=172&cat=4

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008