مفهومُ الاغواءِ والتزيينِ

وأنَّ المناعة منهما لا تكونُ إلاّ للمُخلَصين

لاحقا لمقال

 مفهوم الإخلاص والدين الخالص   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=77&cat=2

* [ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [

* [ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ [

 * ] لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ [

(1)

الإغواءُ

* [ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40} [ الحجر .

الاغواء أوّلاً : هو طلب أمرِ حَقٍ يعلم الطالب ان المطلوب منه لن يَقبَله استكباراً . لذلك اعتَبر ابليس ان طلب ربِّه منه ان يسجد لآدم .. اغواءٌ لان ابليس رأى نفسه خيرا من آدم فلا يليق به لغروره بنفسه ان يسجد له .. ناسيا أو متناسيا انَّ عِظم الطالب لا يُبقي مجالا للنظر في ايّةِ اعتبارات او تفصيلات . لذلك يَعرف المؤمن انه لا يحق له ان يسأل ربه : لماذا  ؟ بل : كيف ؟

والاغواء ثانياً : هو طلب باطلٍ يعلم الطالب ان المطلوب منه لن يقبله الا اذا زُيّن له ، كما زَيّن ابليسُ لآدم الاكلَ من الشجرة : فوسوس لهما بنزع لباسهما وبأنّ الأكل من الشجرة سيكون سبباً في مُلك (لا أمْرَ فيه لأحد فوق أمْر الملِك) لا يُبلى ، وفي خلود لا نهاية له لأن الشجرة ( !! ) هي شجرة الخُلد التي بها يخلد الإنسان بالتكاثر . هذا ما عناه إبليسُ !

اهم اسباب وقوع الإنسان في الغواية

  أ. نسيان عهد الله سبحانه :

  * ] وَ لَقَد عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً {115} [ طه :

 فإن الانسان تَقوى عزيمتُه وارادته بتذكُّر امر الله عز وجل في كتابه الكريم الذي هو عقد العمل بين الإنسان الذي استعمره ربُّه في الأرضَ وبيْن اللهِ ربِّه الذي سيدفع له أجْره  .

  ب. الانسلاخُ من ايات الله التي لا تكون الرِّفعةُ إلاّ بها ، وتفضيلُ كلام البشر مهما كانوا عليها .  تدبّر الايات التالية :

* ] وَاتلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} [ الاعراف

 فأتْبعه الشيطانُ : أي كثّر الشيطانُ أتْباعَه من المرائين والمصفقين فقتَله الغرور ، أو أنّ الشيطان نفسه صار تابعا له ليتعلم منه (!) كما هو ملاحظ ، خِلافاً لأتْباع الحق فهم قلّة طيبة .

* ] وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ {92} مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ {93} فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ {94} وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ {95} قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ {96} تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {97} إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {98} وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ {99} فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ {100} وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ {101} فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {102} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {103} ] الشعراء.

 (2)

التَّزيين

التزيين : هو انْ تُرى الشيءَ السيءَ حسناً او الحسنَ احسنَ .

ذُكر تزيين الاعمال في السوء 8 / مرات منسوبا الى الشيطان والقرناء – ولا يكون القرناء إلاّ قرناء سوء ، فمن الخطأ أن تُسمى الزوجة الصالحةُ قرينةً :

* ] تاالله لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {63} وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {64}‏ [ النحل .

وذُكر تزيين الاعمال في السوء 10 / مرات بفعلٍ مبني للمجهول ] زُيّن [ :

* ] أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {8} [ فاطر .

* ] أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ {14} [ محمد .

*****

وذُكر تزيينُ الأعمال شرا وخيرا منسوبا إلى رب العالمين :

* [ .. كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {108} [ الانعام .

أ. من تزيين السوء تزيينُ الرب للذين لا يُؤمنون بالآخرة على حقيقتها أعمالَهم حتى يُعميَهم عن رؤية أبسط الحقائق ومنهم اليوم ثلاثة مليارات من البشر زاغوا فأزاغ اللهُ قلوبهم.. ومع ذلك يحسبون أنهم مهتدون . وربما يكون هذا التزيين بتركهم فريسة للشيطان يُزين لهم أعمالهم كما في 63/النحل :

* ] إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ {4} [ النمل .

ب. ومن تزيين الخير تزيينُ الله سبحانه الإيمانَ بجعله يبدو احسنَ .. تشجيعا للمحسنين .

* ] وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ {7} [ الحجرات .

(3)

القُرَناء

  يرتبط التزيين بالقُرناء وهم شياطين الانس والجن الذين لم يرد ذِكرُهم إلاّ في السوء (8/ مرات) ، ليُقرَّن بعضهم مع بعض في الأصفاد (49/إبراهيم) .

وبما أن أسوأ الذنوب هو الإعراض عن الذكْرِ/ كتابِ الله القرءانِ الذي يُصيب المُعرِض بالعَمى/العَشى – كحال المسلمين التراثيين اليوم - فإن الله يُقيّض للمعرِض منهم شيطانا مريدا يكون قرينَه ليصده عن آيات الله/سبيل الله سبحانه :

* [ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ {36} وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {37} حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ {38} وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ {39} ] الزخرف . 

* [ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ {25} [ فصلت .

 لذلك يقول الذين زَيّن لهم قُرناؤُهم فأرْدوْهم إثرَ هذا :

* [ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ {29}‏ [ فصلت .

فيتبرأ قرين السوء الإنسيُ من قرينه :

* [ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ {27} [ ق .

ولأن التقييض ( والمقايضة ) هو مبادلة شيء بشيء ، فان الله رب العالمين الذي هو * ] وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ [ يتخلى عن الضالين الذين قايضوا به سبحانه قُرناء من الجن ( يوسوسون فقط ) ومن الإنس يُغوون ويُزينون ... ويُقيض لهم قرناءَ سوء يتخذونهم اولياءَ وارباباً فيزيّنون لهم حاضرهم وماضيهم ليصدّوهم عن محاسبة النفس وتقويم اعمالهم كما نرى في واقعنا المرير . ويَذكر الله سبحانه في المقابل جزاء الذين يؤمنون بأن ربهم الله ثم يستقيمون :

كيفية التزكي بالدخول في دين الله الإسلام      

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=254&cat=3

* ] إِنَّ الّـَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْـزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّـةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَـدُونَ {30} نَحْنُ أَوْلِيـَاؤُكُمْ فِـي الْحَيـَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيـهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ {31} نُـزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ {32} [ فصلت .

بالمقابل : استمع إلى ما تقوله الملائكة حين تتنزل على من كانوا يفترون على الله غير الحق (غيرَ القرآنِ) وكانوا يستكبرون عن آياته بما زيّن لهم الشيطان من لهْو الحديث :

* [ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ {93} ] الأنعام .

فئات الناس عند الموت فاختر فئتك من الآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=104&cat=5

(4)

الإخلاص والمُخلَِصون

الإخلاص : هو نفي المشاركة والمخالطة .

  وردت مُخلِصين ومخلِصون 8 / مـرات ( بكسر اللام ) . وكذلك مُخلَصين ( بفتح اللام ) وردت 8 / مرات . وجـذر الكلمـتين ( خلصَ ) يناقض الجذر ( خلط ) التي من مشتقاتها ( خُلطاء ) بمعنى الذين يُكثرون من اختلاط بعضِهم ببعض ، ومنهم الشركاء.

* [.. وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ .. {24} ] ص .

والمخلِص هو من اخلص دينه لله فلم يأخذ دينه الا من الله كما انزله في الكتاب الذي نزّله على رسوله * [ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ {146} ] النساء .. فكان ديُنه خالصاً لله وحده :  

* ] إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ {2} أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ {3} [ الزمر .

* ] هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {65} [ غافر .

فمن أخلص دينه لله سبحانه فقد أهَّل نفسه ليكون من المخلَصين (بفتح اللام) عند الله ، الذين استثناهم إبليس مُقدَّما من إمكانية اغوائهم والتزيين لهم * ] إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40} [ الحجر . فالذين يتمتّعون بمناعة تامة من اغواء الشيطان وتزيينه هم الذين اخلصوا دينهم لله فاستخلصهم الله لنفسه ، وعلى رأسهم الرسل والنبيون ثم الربانيون :

  الرسول والنبي : أصل البلاء عدم التمييز بين مهمتيهما

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=218&cat=6

* ] وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي [ .. وسمّاهم ] المُخلَصين [ بفتح اللام ، وعلى رأسهم الرسل والنبيون ثم كل الذين عبدوا الله ودعَوْه مُخلِصين له الدين فجعلهم الله سَلَماً له وحده لا يَكِلُهم الى أحدٍ ولا شيءٍ سواه :

* ] ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {29} [ الزمر .

ان المخلَصين الذين استخلصهم الله ربُ العالمين لنفسه لا بد ان يكونوا من الربانيّين الذين نسبهم رب العالمين لنفسه تكريما لهم بقوله * ] كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ [ ، ولا يقبل الله من أحد آتاه الله الكتاب إلاّ أن يكون ربانيا : إما معلماً يُعلِّم الكتاب أو دارسا يَدرسه :

الله يقول : كونوا ربانيين لا سلفيين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=3&cat=2

* [ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {78} مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ ⁽¹⁾ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا ⁽²⁾ كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {79} وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {80} [ ال عمران .

وقد عرف بعض الاقدمين هذا المفهوم فقالوا : خيْرُكم من علّم القرءان وتعلَّمه !!

ولأنهم كانوا  يتِّبعون أحسنَ ما أُنزل إليهم من آيات ربهم فقد تأهّلوا ليكونوا في (جنب الله) خلافا للذين اتبعوا الأكاذيب والمفتريات التراثية الخرافية الذين سوف يتحسرون على خسارتهم لتلك المنزلة :

* [ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {55} أَن تَقُولَ نَفْسٌ : يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ {56}‏ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {58} بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ {59} وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {60} ] الزُّمَر .

 

* ] على اللّهِ تَوَكَّلْنَا : رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {85}

 وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {86} [ يونس

 

محمد راجح يوسف دويكات     

نابلس - [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ [ - فلسطين

    

---