4/29/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12764
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12329
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43734
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13879
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15016
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14693
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

خطب جمعة

فحص الكفاءة الذي نجح فيه آدم .. ورسب الملائكة

5/18/2010 7:18:00 AM

عدد المشاهدات:6008  عدد التعليقات: 9
5/18/2010 7:18:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

 فحص الكفاءة الذي نجح فيه آدم ورسب الملائكة

الذكاءُ هو سرعةُ الربط بين الأشياء والقدرةُ على عقل بعضِها ببعض

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين

(1)

بعد أن خلق الله سبحانه الأرض في ستة أيام بيّنها في قوله تبارك اسمه :

*[ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ {10} ] فُصّلت ....

 قضى سبحانه أن يعمُر هذه الأرض على مرحلتين :

 

أ. مرحلةِ إعداد البنية التمهيدية الأساسية للإعمار ، وهي أعمال شاقة تحتاج إلى قوة بدنية أكثر من حاجتها إلى قدرة عقلية . لإنجاز هذه المهمة خلق اللهُ سبحانه الجنَّ من نار السموم ، فلما انتهت مهمتهم المحددة ولم يبق لديهم ما يُشغلون به انفسهم .. انشغلوا بالإفساد الذي يبلغ مداه بسفك الدماء . لهذا كفّ الله أيديهم عن الأرض وقضى أن يجعل فيها خليفةً له يخلفهم لإنجاز :

 

ب. المرحلةِ الثانية/الآخِرة من عمارة الأرض التي علِم الله سبحانه حاجة القادرين عليها إلى مؤهِّلٍ مختلف عن مؤهل الجن ذوي القدرة البدنية التي قد تفسر وجود بقايا بعض المظاهر المادية الخارقة على الأرض . لهذا قضى سبحانه أن يستخلف مخلوقا آخَر بتصميمٍ آخَر يختلف عمن قبلَه من الجن الذين صممهم الله سبحانه بقدرات بدنية كبيرة تناسب مهمة إعداد البنية الأساسية للأرض . فلما أنبأ الملائكة  *[ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ] ، تذكروا ما فعل الجنُّ فعرضوا على ربهم أن يقوموا بهذه المهمة بوصفهم مخلوقاتٍ تُخلص العبادة لله ولا تعصيه .. حتى وصَفهم بأنهم :

*[عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27} ] الأنبياء .

 

 وذِكْر الملائكة للإفساد وسفك الدماء إشارةٌ إلى الجن الذين حين انتهت مهمتهم التي قدّرها الله لهم .. أخذوا يتسلّوْن بالإفساد وسفك الدماء كشأن مَن انتهت مهمته ولم يعد له ما يعمله . وقد رشّح الملائكةُ أنفسهم لإنجاز المرحلة الثانية من عمارة الأرض لا طمعا في مغنمٍ بل إشفاقا من أن يكون الخليفةُ الجديد نسخةً عمن قبله :

*[ قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ !!

قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} ] البقرة .

(2)

فحصُ الكفاءة

منذئذٍ قضى الله سبحانه أن يُقيم الحجة والبرهان على خلْقه ليُعلِّمهم ما أمَر رسولَه أن يلتزم به ويُعلّمه الناسَ :

*[ قُلْ هاتوا بُرهانَكمْ {24} ] الأنبياء :

إصلاح التعليم والخطب : هاتوا برهانكم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=150&cat=3

فلم يشأ سبحانه أن يستعمل حقه كإله ورب *[ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {23} ] الأنبياء ، بل أرادهم أن يكونوا موقنين أن ما يَقضي به ربهم هو الحق بل حق اليقين لأن مِثل هذه القناعة أدعى إلى الرضى أساساً للطاعة *[ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي {260} ] البقرة .

 

وحينما فقدها إبليس استكبارا منه ضلَّ وأضلَّ . فكان لا بد من أن يُعقد فحص كفاءة بين المتنافسيْن يُظهر الأكفأ للمهمة/الوظيفة كما يُظهر للملائكة حكمةَ ربهم وصوابَ اختياره :

*[ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ  {31} ] البقرة .

واقع ما يمارسه البشر في المدارس والمؤسسات التعليمية يلقي الضوء على فحص الكفاءة الذي عقده الله سبحانه ليبرهن به على أن أختياره سبحانه لآدمَ كان في محله . فقد علّم آدمَ أسماء الأشياء التي سيحتاج إلى معرفتها لبدء مهمته في حركة إعمار الأرض تعليما نظريا (كما هو الحال في المؤسسات التعليمية) بأن علّمه إسم الشيء واستعمالَه قبل أن يراه ..

 

ولتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص الذي تقتضيه العدالة حتى عند البشر (مع أنهم قد يخرقونه تطبيقا) فقد علّم اللهُ سبحانه الملائكةَ ما علّمه لآدم من أسماءِ الأشياء واستعمالاتها .... ثم بدأ بعرْض الأشياءِ نفسِها (هؤلاء)على الملائكة ليختبر قدرتهم على الربط/العقل التي علم الله سبحانه حاجة مَن سيعمر الأرض إليها لتُمكنه من الإضافة والتطوير كما شهد بهذا واقع البشر .

 

ولأن الملائكة خُلقوا كقوى تنفيذٍ تام ولم يُصَمّموا ليجتهدوا ويضيفوا ويبتكروا بل ليفعلوا ما يُؤمَرون .. فإن الله سبحانه لم يزوّدهم بملَكة الربط بين الأشياء ليستخرجوا منها معلومات جديدة . لهذا لم يستطيعوا المزاوجة بين الأسماء والمسميات ، فأقرّوا بعجزهم لأنهم لا يَعلمون إلاّ ما عَلّمهم اللهُ .

وليس كذلك الإنسان الذي صممه ربه سبحانه بقدرةٍ على الإضافة والتجديد كما فعل ذو القرنين الذي أتْبع أسبابَ الله التي آتاه إياها.. أسبابا ابتكرها بنفسه وأضافها إلى أسباب الله . الملائكة لم تكن عندهم مِثل هذه القدرة على الربط والإضافة ، فأقروا بعجزهم :

*[ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {32} ]

 

وبعد أن أقرّوا بعجزهم عن إضافة أيّ شيء إلى ما تعلموه مباشرة من الله ، أحال سبحانه السؤال إلى آدم فنجح في الإجابة حين أتبَع سَببا ، فعَلِم أكثر مما علّمه الله لتقوم الحجة على الملائكة بأفضلية آدم عليهم لكفاءته وقدرته على إنجاز المهمة التي خلقه الله من أجلها :

*[ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ {33} ]

 

من أجل تأكيد مؤهِّل الكفاءة (القدرة على الربط والإضافة = الذكاء) أمر اللهُ سبحانه الملائكة في لفتةٍ ذات مغزى أن يسجدوا لآدم مُقرّين له بالفضل عليهم لكفاءته (وهذا هو مفهوم حركة السجود : إقرارٌ بالفضل) فسجدوا إلاّ إبليس الذي كان مُلحَقا بالملائكة إلحاقا (لأنه أصلاً من الجن) وأُعطي مكانةً استكبر بها ليكون من الخاسرين .

*[ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {34} ] البقرة .

*[ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً {50} ] الكهف .

(3)

القوّة/الكفاءَة أوّلاً

من تفضيل الله للإنسان بكفاءَته على الملائكة بأمانتهم لمهمة عمارة الأرض ندرك أن الكفاءة التي أساسها القدرة الذاتية على عقْل وربط الأمور التي تُمكِّن من الإبتكار والإضافة .. هي – خلافا لظن أكثر الناس - خيرٌ من الأمانة التي يمكن أن يُعوَّض بعضُ نقصها بالرقابة والقانون . أما الكفاءة فلا يعوِّض نقصَها قانونٌ ولا رقابة . لهذا قُدمت القوة/الكفاءة على الأمانة في الآيات التي ذكرتْهما :

*[ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ {26} ] القصص .

*[ قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ {39} ] النمل .

 

*[ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ {54} ] يوسف .

*[ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ {55} وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {56} وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {57} ] يوسف .

وربْط التمكين في الأرض بالحفظ والعلم إشارة جليّة إلى أن المسئولين عن الأمور المالية خاصّةً (خزائن الأرض) يجب أن يمتازوا (1) بالقدرة على حفظ المال (قوةً وأمانةً) (2) وبالعلم .

 

 فإذا تيسر- بفضل كبير مِن الله عليه - مَن يجمع مُؤهِّليْ القوة والأمانة بدرجة عالية .. فذلك خيرٌ . فإن لم يتيسر المؤهلان مجتمعيْن في واحد (إلاّ في القليل) قُدمت القوة/الكفاءة في أكثر الحالات وعلى رأسها الحُكم . ولتقرير هذا المفهوم – والله سبحانه أعلم – قدّم اللهُ معاويةَ على عليٍّ لحُكم المسلمين حين أراد لمعاوية بحكمته وشَعْرتِه المشهورةِ الحياةَ .. وأراد لعلي أن يكون مع المقرَّبين في جنْب الله :

الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية للحياة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=71&cat=5

بديل ثقافة العنف لتغيير  الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

 

*[ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ {13} ] آلعمران

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 

 

 

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008