( بغتةً ) وارتباطُها بآياتِ الله .. والعذابِ .. والساعةِ

*[ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ]

*[ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ]

*[ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ]

وردت كلمة ( بغتةً ) في القرءان الكريم 13 / مرة ( ولم ترد كلمة فجأة ) . حددت مفهومَها الايةُ التي وصفتْ تحقُّق وعد الله عز وجل في الواقع .. كما وثّقه سبحانه نبوءاتٍ قرآنيةً في آياتٍ تتحقق فيراها المكذبون بغتة ً. أما المؤمنون بئايات الله فكانوا يتوقعونها منتظرين تحقُّقها :

(1)

*[ خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ {37} وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {38} لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ {39} بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً : ⁽¹⁾ فَتَبْهـَتُهُمْ ⁽²⁾ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا ⁽³⁾ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ {40} ] الانبياء .

*[ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {53}  ] فصلت

فإذا رأى الناس تحقق ايات الله المُنزلة قرءانا في عالم الواقع كما أظُننا فعلنا في كثير من هذه المقالات والأبحاث كقراءة مطلع الإسراء على الرابط :

. قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

وحقيقة بعث المسيح وظهوره على الرابط :

حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

.. إذا رأى الناس هذا .. ازداد المؤمنون ايمانا بقدرة الله على صياغة النص ... وقدرته على تحقيقه . أما المُعرضون عن ايات الله فسيُبهَتون ( تنعقد السنتهم ) دهشة وعجزا *[ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ {258} ] البقرة ، بحيث لايستطيعون الردَّ على ايات الله ولا ردَّ ما يحل بهم من عذاب لن يُمهَـلوه من بعد ان رسبوا في الامتحان حين لم يرجعوا الى آيات ربهم وهي الحق - وقد ذُكّروا بها - من قبل فوات الاوان . لذلك أتتهم ساعة نهايتهم بغتةً حين :

*[ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً .. {158} ] الانعام .

(2)

لهذا لا ينفع الميتَ ما يفعله الناس من تلقينه الشهادة (قبل) أن يموت ، ولا على القبر بعد موته . ومن يفعل ذلك فهو يستهزيء بئايات الله ، لأنّ الإيمان والعمل الصالح لن يَقبل اللهُ منهما شيئا إلا (من قبل) الموت ، أي وهو معافى من قبل أن تبدو عليه إشارات الموت .. وليس قَبله . فإن فرعون ظل عاصيا مكذبا بئايات الله حتى قبل موته ( حين تأكد أنه ميت لا محالة ) فلما أعلن أنه قد آمن لم ينفعه إيمانه ، بل قيل له :

*[ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ !! {91} ] يونس .

فقد ظل عاصيا مستكبرا من قبل موته وقبل موته ، وكذلك قومهُ *[ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ ] الذين لا يعتبرون إلا بعد فوات الأوان !

*[ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {21} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ {22} ] السجدة .

إبراهيم يسأل والله سبحانه  يجيب

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=161&cat=5

فإنّ الله سبحانه يمهل من يُعرض عن آيات ربه ويعطيه فرصة للتفكير . لذلك يقول سبحانه (ثم أعرض عنها) .. فإذا ظل مُعرِضا اعتبره ربه مجرما وانتقم منه .

*[ .. وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً {17} [ الجن .

 يَسلكه : يُدخله بالتدريج ( فيستدرجه من حيث لا يعلم ) في عذاب تصاعُدي ، كما فعل بفرعون وقومه .

للمزيد .. إرجع إلى تعريف الله للمجرمين الذين لن يُسألوا عن ذنوبهم ، لأنهم حُكموا مُقَدَّما وهم في غمرات الموت لتقوُّلهم على الله (93/ الأنعام) غير الحقِّ/كتابِ الله ، فارجع إلى تعريف الله سبحانه لهم على الرابط :

ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون :  لماذا !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=21&cat=5

(3)

في ست ايات رُبطت كلمة بغتةً بالعذاب ، ورُبط العذاب بعدم اتباع ايات الله المنزلة :

*[ .. انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ {46} قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ {47} ] الانعام .

 فبغةً عكسها جهرةً لأن ما يأتي جهرةً يكون تصاعدياً يمكن لمن يشاء ان يتلافاه بالرجوع إلى الحق واتّباع ما انزل الله .

*[ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {55} ] الزمر .

فإنّ أحسنَ ما أُنزل إلى البشر من ربهم هو ما ناسب الواقعَ المُحدَث من آيات ربهم المنزلة . فإذا أعرض عنها عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم (53-60/ الزمر) من بعد تذكيرهم بها وظلوا على إعراضهم كما هو واقع العرب .. أتاهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون . ولن يُقبل رجوعهم إليها إلاّ من قبل أن يأتيهم العذاب ، كما حصل لفرعون وجنوده الذين كذبوا بئايات ربهم         *[ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ] .

إرجع إلى مقال : الأساس لمشروع حضاري عالمي باللسانين العربي والإنجليزي .. الذي يبين تشابُه قلوبِ وأوضاعِ العرب والبشر في الأوّلين مع قلوب وأوضاع العرب والبشر اليوم في الآخِرين !! على الرابط :

الأساس لمشروع حضاري ع + E  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=67&cat=2

*[ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ {198} فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ {199} كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ {200} لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ {201} فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {202} ] الشعراء .

فالمجرمون يرون القرءآن وكأنه اعجمي لا يمكن فهمه ، لذلك يعدلون عنه إلى الأحاديث الخرافية التي برّأ الله منها كل رسول . ونتيجةً لذلك لن يؤمنوا به حتى يروا العذاب الاليم يأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون !!

(4)

وفي خمس آيات رُبطت ( بغتةً ) بالساعة وهي لمحة نهاية حياة الافراد ، او الأمم ( الجماعات )، او جنس البشر كلهم ، تعقُبها حياةٌ اخرى تبدأ بالقيامة/البعث من الموت  حقيقة او حُكما .

*[ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {66} ] الزخرف .

*[ وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {77} ] النحل .

مفهوم ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=100&cat=6

(5)

وفي آية واحدة (107/يوسف) رُبطت ( بغتة ) بالعذاب او الساعة .

*[ أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ {107} ] يوسف .

 اما المفهوم القرآني الآخَر للساعة فهو اقصر مُدّة مِن وقت يمكن قياسها في أي واقع :

*[ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ {34} ] الاعراف .

*[ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ {45} ] يونس .

*[ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ... {47} ] فصلت .

 فعِلْم آخِر ساعةٍ (لحظةٍ) عن كل ما في الكون يصله سبحانه اوّلا باوّل *[ .. وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا .. [ الانعام . وبموجب عِلم اللحظة هذه عن كل شيء يقضي الله سبحانه قضاءً نهائيا في كل أمر :

 فَـ *[ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ {39} ] الرعد .

*[ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {11} ] فاطر .

*[ .. رَبَّنَا : ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا

وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {23} ] الأعراف

محمد راجح يوسف دويكات       

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

---