5/5/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12780
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12343
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43752
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13893
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15030
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14706
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

مقـــالات

الحاجةُ تدعو إلى ترشيدِ العقابِ البدني في المدارسِ لا إلى حظرِه !!

11/13/2010 4:42:00 PM

عدد المشاهدات:5614  عدد التعليقات: 12
11/13/2010 4:42:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

العقابُ البدني في المدارسِ وبدائلُه : التشجيع قبل التقريع

الحمدُ لله ربِّ العالَمين

(1)

مقدَّمة

نظام الإسلام التربوي والعامُّ نظام واحد متكامل ومُتناسق كخَلْق الله سبحانه لأنّ مرجعيته التشريعية النظرية واحدة هي كتاب الله القرءان الذي هو غايةٌ في التكامل والتناسق وعدمِ التناقض :

*[ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً {82} ] النساء .

وكذلك خلْقُ الله في  الكون كله :

*[ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ {3} ] المُلك .

فليس في نظام الإسلام الرباني/القرءاني ترقيع ، لأنه إذا رُقع فقدَ أصالته وتأثيره  وواقعُ (المسلمين!) يشهد بهذا ... فهو آلة دقيقة لا تعمل إلاّ بقِطع أصلية من كلمات الله نفسها تُفهَم فهْما يكون صالحا/نافعاً إذا كان عصريا ، فإذا حشرنا فيه قِطعا أو قطعة ليست من النوع ذاته (مبندقة) لم تعمل . وإذا عملت لم تعمل بالفاعلية المرجوة لفقدانها اصالتها . من هنا أوصى الله سبحانه بوجوب اتّباع ما أنزل في كتب تعليماته المتلاحقة لتطبيق نظامه كاملا :

*[ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {153} ] الأنعام .

مستقيماً : حالُ الإتباع ، وليست وصفا/نعتاً للصراط هنا مع أن صراطه مستقيم ، إذ على المؤمنين أن يتبعوه مستقيما فإذا دُعوا إلى اتباع طريقٍ غير مستقيم لا ينفع الناس ولا يُوحّدهم  فليعلموا أنه ليس صراط الله . وقد حذّر الله المؤمنين به من أهل الكتابيْن من أن يتبعوا غير صراط الله المستقيم (كتابهِ الكريم) لأن غيره لن يكون إلاّ سُبلا تُفرق ، وواقعهم يشهد بهذا . بل إن الله سبحانه لم يستثنِ الرسول النبي الكريم من هذا التحذير :

*[ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ          {49} ] المائدة .

فقد أُمر الرسول النبي الكريم – بعد أنْ تَحقق المجتمع الإيماني الإسلامي - ألاّ يُهادن في حكم لله ولو جزئيا لأن سر تأثير النظام الإسلامي هو في :

1. كونهِ من عند الخالق العليم الخبير ... *[ ألا يعلَمُ مَن خَلَق وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ! {14} ] الملك

2. وكونهِ مستقيما ، فهو كالخط المستقيم أقصرُ مسافة بين نقطتين . به يصل الفرد والمجتمع إلى الخير الذي يرجوه والهدف الذي يبتغيه بأسرع وقت خلافا لظن الجاهلين ...

3. وكونهِ وسطا أصلا فلا مجال لأنْ يتحرك باتجاه أحد الطرفين إفراطا أو تفريطا لأنه يفقد عندئذٍ وسطيته ويصبح في معسكر أحد الطرفين المذمومين الإفراط أو التفريط ، وكلاهما فاسد مذموم !

4. وكونِ بعض العقوبات فيه بدنية رادعة ، لاهتمامه بكيفية العقاب لا بعدد المُعاقَبين . فلا يُجدي في الإسلام أن تكون العقوبة خفيفة على ذنب كبير بدعاوى الإنسانية والإصلاح والرحمة التي لا يُـراعي المجرمون منها شيئا ، لأن من شأن ذلك أن تكتظ السجون بالمساجين الذين يدخل بعضهم هاويا فيخرج محترفا دون أن يُؤدي هذا إلى انخفاض الجرائم وردع المجرمين . وهذه الحقيقة واضحة في الغرب الرأسمالي خاصة .

وحين علم المسلمون الأوّلون مِثل هذه الميزات عن دينهم (كتابِ الله) الذي كان نظامَ حياتهم فكانوا به خير أمة أُخرجت للناس .. فقد اعتزوا به مؤمنين بصحته وصلاحيته معا . فلما طبقوه كما فهموه في عصرهم لم يستحيوا من أي حُكم أو جزئية فيه خلافا لما يفعل كثيرون منهم اليوم الذين لأنهم لا يفهمون كتاب الله فهُم لا يعلمون عن نظام الحياة الذي فيه ، وبدهي ألاّ يعتزوا به ، وأن يستحيي كثيرون منهم من بعض أحكامه - كالعقاب البدني - إن لم يستحيوا منه كلِّه حين عجزوا عن فَهمها وفهم الحكمة التي تنفع الناس منها ... فكيف يُفهّمونها للآخَرين ، وفاقد الشيء لا يعطيه !

 

(2)

الحاجةُ تدعو إلى ترشيدِ العقابِ البدني في المدارسِ لا إلى حظرِه !!

وإلى التشجيع قبل من التقريع

على الرغم من التوجه العالمي والمحلي بحظر الضرب في المدارس وما ترتب على ذلك وسيترتب من آثار سلبية على العملية التعليمية ، فإن تعليمات حظر العقاب البدني طالما صدرت إثر حادث أو أحداث قليلة مؤسفةٍ بين الوقت والآخر ، دون تفكير في الآثار السلبية المترتبة على مِثل هذا الحظر ، أو موازنة المنافع والمضار ، أو إجراء تعديلات تزيد المنافع وتحدّ من المضار :

أزمة التعليم الحكومي سببها عزوف .. 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=251&cat=4

مِثلُ هذا سقوطُ ملايين القتلى والجرحى في العالم سنويا بسبب حركة السيارات وحوادث السير ، دون أن يفكر أحد بأن العلاج هو في حظْرِ حركة السيارات على الشوارع !!

ومن دراستي لكتاب الله  وما كُتب حول الموضوع وخبرتي في حقل التربية والتعليم وتجاربي الميدانية أرى أن الملاحظات التالية جديرة بالدراسة :

 

1. ينبغي أن يكون واضحا للتلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين أن العقاب البدني هو أسلوب تربوي ردعي شرعه الله ولكنه مقيد سبباً ، وكَماً ، وكيفاً .

2. فليس من الحكمة الإفراط فيه ، أو حتى اللجوء إليه إذا أجْدت أساليب أُخرى وقائيةٌ وعلاجيةٌ في معالجة مشكلات الطلاب التي هي نوعان : دراسية وسلوكية .

3. أما المشكلات الدراسية فيجب أن لا تُعالَج بالعقاب البدني إطلاقا ، حتى وإن بدا أحيانا أن هذا الأسلوب نجح في حمل بعض الطلاب مؤقتا على الإجتهاد ، إذ لا بد أن نقارن عدد هؤلاء بعدد أولئك الذين ضُربوا لأسباب دراسية فزادت حالتهم سوءأً وربما دفعهم هذا إلى كُره المدرسة والدراسة وتركِها جُملة ، أو على الأقل كُرهِ معلم المادة الدراسية والمادة  نفسها .

4. تبقى المشكلات السلوكية التي سأدمج أساليب علاجها بالملاحظات التالية عن أهم المباديء التربوية والتعليمية الميدانية التي تسهم في الإرتقاء بالعملية التعليمية التربوية ، وأهمها التشجيع بالثواب والعقاب الذي هو أهم طريقة تربوية لتشجيع الطلاب وحفزهم على الجِدّ وعدم الإهمال :

 

أوّلا : شخصيةُ المعلم نفسِه : فالمعلم الليِّن في غير ضعف ،الحازمُ في غير عُنف ، القوي الكفيُّ في موضوع درْسه ، العادل الأمين في معاملته ، الذي يمزج جِدَّ الدرس بالطرفة الهادفة والقصة الشيقة والمَثَل المقنِع ... من شأنها كلها أن تُلطف من جو التعلُّم الجاف الذي يُغري بعض الطلاب بالمشاكسة . لذلك أكثرَ القرءانُ الكريم من ضرب الأمثال التي تيسّر الفهم وكذلك القصص التطبيقية المشوقة التي تعرض أفكارا إصلاحية تلميحا فتكون أكثر تأثيرا .

والمعلم الذي يعرف هذا ويحققه يكون محبوبا من تلاميذه . وإذا أحب التلاميذ معلما أحبوا درسه وإذا كرهوه كرهوا درسه وموضوعه . فليس كالترغيب بلا إكراه وسيلةٌ للتشجيع على أيّ عمل . وقديما قيل : قد تستطيع جلْب الحصان إلى الحوض ولكنك لا تستطيع أن تجعله يشرب إلاّ إذا إراد !

 

ثانياً : التشجيعُ بالكلمة دونما إفراط لأن أغلى شيء إذا كثُر فقدَ من قيمته . وربما تحيّن المعلم فرصة من طالب خامل ليمدحه بحق على إجابة صحيحة أو عملٍ طيب أو موقف صائب فكان لتلك الكلمة مفعولُ السحر في جعله يُحسّن أداءه وقد يدور به مئة وثمانين درجة ً، وقد مررتُ بتجربة شخصية حين كنت تلميذا في الصف الأول الإبتدائي درتُ بسببها مئةً وثمانين درجة ، ولا أزال احتفظ بملاحظات مربي الصف على شهادتي المدرسية حتى الآن .

 وبالطبع فإن لطريقة أداء كلمة التشجيع أساليب  متنوعة تزيد من أثرها وتقوّي فاعليتها الإيجابية .

 

ثالثاً : التشجيع بالعلامات . وهو اسلوب معنوي عامّ لتشجيع كل الطلاب على أختلاف درجات تحصيلهم إذا كان جِديا وعادلا ومدروسا ، بينما التشجيع المادي يتعلق بعدد قليل من الطلاب فيشجع بعضهم ويُثبط أكثرهم .

 

رابعاً : التقويم بالتسجيل المستمر . وهو أسلوب قلّما يُتبع مع أنه أكثر الأساليب فاعلية وأقلها ثمنا . ونعني به احتفاظ المعلم والمدير دائما بسجل للطلاب تُسجّل فيه حسناتهم وسيئاتهم دراسية وسلوكية ودوامية بحيث :

أ. يعلم كل طالب أن ما يفعله يُسجّل له أو عليه فلا يُنسى . فإن أكثر الطلاب يعتمدون على اعتقادهم – واعتقادهم هذا صحيح – أن المعلم أو المدير ينسى كثيرا مما يفعلون خيرا أو شرا إذا لم يكن موثقا ، فيثبط ذلك الطالبَ الجيد ، ويغري الطالب الكسول أو المشاكس بالزعم دائما أن مخالفته كانت الأولى . ولكن حين يعلم أنه سيجدُ ما عمِل من خير أو سوءٍ مُحضَرا موثّقا ، فإن هذا وحده – كما ثبت بالتجربة – يشكل دافعا لمزيد من الخير أو رادعا عن مزيد من المخالفات .

 

ب. على أنه ينبغي أن يعلم الطالب أنه إن أخطأ فإن أمامه فُرصا لزيادة رصيده من الحسنات التي من شأنها أن تمحو بعض سيئاته أو أكثرها وربما كلها [ إن الحسنات يُذهبن السيئاتِ ]، وأن يعلم أنه إن لم تزد سيئاته عن حد معين أُعفي آخر الفصل أو العام منها . وبذلك يظل الأمل حيا في نفسه فلا ييأس ويلجأ إلى المزيد من المخالفات ولسان حاله يقول : أنا الغريق فلا أخشى من البلل !

وعلى المعلم أن يربط فكرة هذا السجل بسجلّ الإنسان عند ربه وأن يطبق الأحكام المتعلقة بسجله الرباني في الكتابيْن : كتابِ الله وكتابِ عمله.. على سجله المدرسي .

*****

وقد لاحظت من تجربتي - معلما ومديرا – مع مختلف أعمار الطلاب في الصفوف الثانوية العليا وحتى الإبتدائية الدنيا ، لاحظت ما لسجل التقويم هذا من أثر فعال في نفوس الطلاب حتى كانوا يحسبون له ألف حساب ، ويخشونه أكثر من العقاب البدني .

فقد شكا إليّ مرة طلاب أحد الصفوف استعمالَ المعلمين لهذا السجل بعد أن أوصيتُهم به ، فسألتُهم إن كانوا يفضلون العقاب البدني على تسجيل مخالفاتهم ، فأعرب كلّ الصف إلاّ اثنين عن تفضيلهم العقاب البدني على التسجيل لأن الأول يُنسى بسرعة بينما يدوم الثاني فترة طويلة ، وكأنهم بحسهم البريء أدركوا ما طلعتْ به صحيفة أمريكية على قرائها مرةً حول أحد المرشحين للرئاسة من آل كندي ذات يوم متسائلةً - وقد اطّلعتْ على سجله الدراسي : كيف تنتخبون وتأتمنون على مصالحكم رجلا كان يغش في امتحاناته المدرسية ؟؟

 

ج. فإذا تمادى طالب في مخالفاته السلوكية المسجلة عليه ، ولم ينفع معه إرشاد   ولا تحذير ، ولم يحترم تعهداته بعدم تكرار المخالفة ، ولم تُجدِ أساليب العقاب المعنوي في تقويمه أو ردعه ... إذا تمادى بعد هذا كله لأسباب عدوانية ناتجة عن نشوز وغرور لأكثر من سبب ، ولم ينفع استدعاءُ وليِّ أمره وإطلاعهُ على سجله قبل ذلك ،  فإن إيقاعَ العقاب البدني عليه يكون في أثره كالبلسم فيحدّ من غروره وعدوانيته ويضطره إلى الإعتذار والتعهد بعدم العودة إلى ما عوقب عليه .

*****

قرأتُ مرةً أن مراهقيْن أمريكيين أحضرتهما الشرطة إلى القاضي الذي استدعى أبوَي كل منهما . قابل المراهقان أسئلة القاضي بالإزدراء وكذلك طلبَ آبائهم منهم التزام الأدب . وفي البلد الذي نبع منه قانون منع الضرب أمر القاضي شرطيين أن يمسكا بهما ، وآخرَ أن يذيقَهما علقة تعهدا بعدها بالتزام الأدب !!!!

 

على أن لإيقاع العقاب البدني شرطاً لا بد من توفره ليؤدي الغرض منه : هو أنه لا يجوز الإفراط فيه لا كمّاً ولا كيفاً ، لأن الإفراط الكمي في الضرب يُفقده أثره ويُبلّد حس المضروب فلا يعود يأبه به ، ولا يعتبره عقابا ، أما الإفراط في كيفيته فيؤدي إلى الأذى .

ومن أجل منع الأذى البليغ ، يجب أن لا يوقِع العقابَ البدني غضبانٌ ، كما لا يقضي القاضي للسبب نفسه وهو غضبان قد مسه طائف من الشيطان فأفقده البصر والبصيرة .

*[ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {200} إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {201} ] الأعراف .

 

من أجل هذا يجب أن تكون سلطة إيقاع العقاب البدني في المدارس لمدير المدرسة على الاّ يفعل هذا لحظةَ وقوع المشكلة أو لحظة تحويل الطالب المخالف إليه . وبذلك نضمن تحقق الغرض الإيجابي من العقاب البدني دون السلبيات التي أدت إلى سلبيات قانون منع الضرب وهي كثيرة .

 

تابعت قبل ثلاثين سنة تحقيقا عن الضرب في المدارس وتعليقات عليه في مجلة (تايم) الأمريكية ، حيث وُلد قانون منع الضرب في مدارس الولايات المتحدة . ولكن بعد فترة من تطبيق القانون لاحظ الناس آباءً ومعلمين ومواطنين ما كان لذلك القانون من أثر سلبي على المدارس والشوارع والمجتمع بحيث رجعت بعض الولايات عن ذلك القانون وسمحت بالعقاب البدني المشروط في المدارس التي ترى ذلك ، على أن يكون معلوما أن هذه المدرسة لا تسمح بالضرب ، وأن تلك تسمح به إذا تجاوز التلميذ حده . وقد تُرك لأولياء الأمور اختيار نوع المدرسة التي يريدونها لأولادهم  .

وحين نشرتْ المجلة التحقيق عن الموضوع وضمّنته إيجابيات منع الضرب وإيجابيات السماح به ، قرأت في العدد التالي للمجلة تعليقا لأحد أولياء الأمور يقول :

تعليقا على مقالكم أحب أن أذكر لكم تجربتي : فقد أرسلت ولدي إلى مدرسة تمنع الضرب فكانت النتيجة أنه بدأ يتعلم ... نعم ! يتعلم قِلّة احترام معلميه وزملائه ووالديه . فأخرجته من تلك المدرسة وأدخلته أُخرى يَعلم مسبقا أنّ الضرب فيها لمن تجاوز الحد غير ممنوع ..... عندها بدأ ولدي يتعلم المهارات الثلاث : القراءة والكتابة والحساب .!!!!!

*****

ولا يدورنَّ بخلد قاريء أن هذه كتابة من كان جلادا خلال عمله في التعليم : إذ يعلم طلابي وهم أحياء يرزقون ، كما يعلم زملائي في المرحلة الثانوية في المدارس التي عملت فيها خلال ربع قرن – دون أن أدّعي الكمال - أنني قلما لجأت إلى العقاب البدني ، ومع ذلك يعلمون أيَّ معلم كنتّ وأيَّ حصة كانت حصتي !

أما مديرا في مدرستين إعداديتين ، فيعلمون كذلك أن أول إصلاح قمت به في المدرستين كان تقليصَ ممارسة المعلمين للضرب ، ومنعَه لأسباب دراسية .

 

ومع أنني كمدير كنت ألجأ إليه كآخر علاج - مع احتفاظي بالسجل الذي أشرتُ إليه - وخاصة في حالات التعدي ، إلاّ أنني لم أكن أدع فرصة لتجنبه إلاّ  اغتنمتها . وربما أوحيتُ لأحد الزملاء بالشفاعة لطالب وكفالته حتى قبيل تنفيذ العقاب إذا رأيتُ ذلك مناسبا مع أن العقاب لم يكن يزيد عن بضع جلدات بسِلك بلاستيكي لا يشكل استعماله أيَ احتمال لخطر .

 

وقد عرفتْ المدرستان اللتان أدرتُهما بنظام نادر كان التلاميذ وبعض أولياء امورهم يذكرونه مقارنة بما حل بالمدارس كلها بعد ذلك وأدى إلى الوضع المأساوي الذي لا تزال المدارس عندنا تعيشه على الرغم من بعض محاولات الإصلاح التي يذهب بها نشوز التلاميذ الذي زاده سوءاً وسيزيده أكثرَ عدمُ الإهتداء إلى قانون ينظم مسألة العقاب البدني في المدارس بدلا من إعلان التشدد في منعه .

 

ومن الطريف أن أذكر أنني كنت أجرب إطالة الفترة التي لا يُضرَب فيها طالب مستحق ، فكنت أرى شيئا من قلة الإلتزام بالنظام ... حتى إذا ما علّقتُ السوط مجرد تعليق حيث يراه الطلاب أثناء الإصطفاف في الساحة أو حملتُه بحيث يرونه ... كنت أرى أثر ذلك واضحا ، فتذكرتُ أمثالا عندنا عَرف صدقها الناسُ بالتجربة ، كما عرفها الإنجليز (فأنا معلم لسان إنجليزي) الذين هم أرقى شعوب الأرض إلى أن يوجد الشعب الذي سيحمل كتاب الله ، ولا يستطيع احد أن يتهمهم بالتخلف .. لذلك يقولون في مثَل عندهم : إذا لم تستعمل العصا أتلفتَ الولد !!!

Spare the rod , Spoil the child !!!!!

(3)

ختاماً

إنني أدعو المسئولين والمعلمين إلى دراسة ما ترتب وسيترتب من زيادة الآثار السلبية على قانون منع الضرب في المدارس .. وتعديله على النحو الذي ذكرتُ مع أيّة إضافات أُخرى تزيد الإيجابيات وتقلل السلبيات ، لأن أكبر أذى أصاب النظام المدرسي في الصميم كان بسبب منع الضرب بالمطلق . فقد علم الطلاب وأولياء أمورهم بذلك وترتب عليه إضعاف سلطة المدرسة الأدبية التي بدونها لن تُحقق العملية التعليمية التربوية هدفها المرجو حين تتفشى الفوضى التي هي ألد أعداء التعلّم والتعليم ... والحياة !!

ولا يستطيع إدراك الفرقَ مِثلُ من جرّب ورأى بأم عينيه ما يمكن أن تفعله المدرسة إذا كانت لها ولمديرها ، بشكل خاص ، سلطة وهيْبةٌ تجعلان بعض أولياء الأمور يشكون أولادهم إلى مدير المدرسة لِما يعلمون من تاثيره الإيجابي عليهم .   

مدرسةُ الربّانيين

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008