وغيرُ هذا افتراءٌ على الله
(1)
نسَبُ الأولاد
*[ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً
وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً {54} ] الفرقان .
الأولاد يُدعوْن/يُنسَبون لآبائهم إذا ثبت أنهم من أصلابِهم/ظهورِهم
بغضِّ النظر عن علاقتهم بأُمهاتِهم *[ اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ {2} ] المجادلة ،
مشروعةً كانت أو غيرَ مشروعةٍ .
فالأولاد لا ذنْب لهم !
الحمد لله رب العالَمين
البرهان على مفهوم العنوان من آيات القرآن
*[ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ {5} ] الأحزاب .
يقرر القرآن حقيقتين تتعلقان بنسب الأولاد :
أولاهما أن الأولاد يُدعَون/يُنسبون لآبائهم فيقال (فلان بن علاّن ..) . ولا يُنسبون لأمهاتهم . والآباء المقصودون هم الرجال الذين ينحدر الأولاد (ذكورا وإناثا) من أصلابهم/ظهورِهم :
*[ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ .. {23} ] النساء .
*[ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا .. {172} ] الأعراف .
وثانيهما أن أُم الطفل هي التي ولدتْه ، ولا اعتبار للبويضة إن كانت من امرأة أُخرى !
*[ مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ .. {2} ] المجادلة .
*****
أمّا دليل عدم اشتراط مشروعية العلاقة بين الرجل والمرأة في تقرير نسب المولود إلى الرجل الذي انحدر من صلبه فهو أن القرآن ربط الأبناء الذكورَ مرتين ، والأولاد – ذكورا وإناثا – مرتين بمن يلِدنهم حتى لو كُن صاحباتٍ . ولم يشترط لغرض نِسْبتهم إلى الرجل أن يكنَّ زوجاتٍ لهم ولا حلائلَ ، ولا يقلل هذا من عِظم الفاحشة – سواءٌ كانت زنى بالتراضي أو اغتصابا بالإكراه . ولكن الأولاد المولودين لا ذنْب لهم :
*[ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ{34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {36} ] عبَس .
*[ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً {10} يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ {13} ] المعارج .
فالبنون – وهم الذكور من الأولاد – قد تلِدُهم لآبائهم صاحبات مع أن المفروض أن يكن زوجاتٍ بعقدة نكاح مشروعةٍ !
*[ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {101} ] الأنعام .
*[ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً {3} ] الجن .
والأولاد – ذكورا وإناثا – قد تلِدُهم كذلك لآبائهم صاحبات ، فالأولاد لا ذنب لهم !
(2)
مُدة الرضاعة التي تَنتج عنها أُخوّةٌ من الرضاعة هي ستةُ أشهر
أ . * [ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {240} ] البقرة .
ب . * [ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً .. {234} ] البقرة .
ج . * [ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ .. {233} ] البقرة .
د . * [ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ .. وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ .. {23} ] النساء .
المفهوم التراثي الموروث للحوْل كمدة زمنية هو العام . ولكن مفهومه حسب لسان القرآن العربي ( وليس اللغة العربية التي فيها لغْوٌ وباطل كثير ) تُبينه الايتان (أ و ب) اللتان تشتركان في مقدَّمةٍ واحدة *[ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً ] طرفاها يتحدثان عن مُدة زمنية واحدة بحيث يُبيّن الطرفُ منهما الاخَرَ :
* [ وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ ]
=
* [ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ]
فيكون الحول كمدة زمنية في بيان الله هو اربعة اشهر وعشْر ليال . اما سبب تسمية هذه المدة بالحوْل فتبيّنه ايات اخرى قرءانية منها :
* [ .. وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43} ] هود .
فالحوْل هنا هو المدة الزمنية التي تحول بين الارملة وزواجٍ آخَر . وجذر الكلمة ( حال ، يحول ) تؤكد مفهومَه المذكورَ الاياتُ 24/الأنفال ، 54/سبأ .
*****
فتكون المدة الزمنية لتمام الرضاعة في الآية (233/البقرة) أعلاه هي ثمانيةَ اشهر وعشرين ليلة . ومعنى هذا ان الرضاعة - غيرَ التامة - هي اقل من ذلك . ولكنها ليست اقل بكثير ، لأن الإتمام يقتضي اضافة القليل حتى يصبح الشيءُ تاما . تفصيل هذا في مقال :
. الحول القرءاني = أربعة أشهر وعشرا
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=6&cat=3
الخُلاصة
خلاصةُ القول أنّ الأُخوة من الرضاعة لا تتحقق برضاعةٍ من امرأة واحدةٍ أقلَّ من ستة أشهر ، ومن قال بغير هذا فسوف يلقى الله مفترياً عليه وحاملا وِزْر هدْم بيوتٍ وتشتيت أُسَرٍ وضياع أولادٍ كثيرين عبر التاريخ بغير الحق !
إرجع إلى الفقرة (5) من المقال التالي :
مَن يُضل مَن في الآية ( 17) من الفرقان ؟
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=305&cat=3
*[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً
أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ
أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {18} هود .
مقالاتٌ ذات صلة :
ظهور الحق وقيام الأشهاد
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=187&cat=6
. الإفتراء على الله أكبر من الشرك
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=27&cat=4
. السحت هو المال المكتسب بالإفتراءعلى الله
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=35&cat=3
متى يصبح الجنين إنسانا
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=151&cat=6
محمد راجح يوسف دويكات
نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين
